web analytics
spot_img

ذات صلة

أوكرانيا تدعو لجولة مفاوضات جديدة مع روسيا.. سباق دبلوماسي لوقف النزيف الميداني

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت، أن كييف قدّمت رسمياً عرضاً جديداً إلى موسكو لعقد جولة جديدة من مفاوضات السلام الأسبوع المقبل، في خطوة واضحة لتكثيف المساعي الديبلوماسية بعد توقف المباحثات منذ يونيو. جاء ذلك عبر تصريح رسمي:

“أفاد سكرتير مجلس الأمن رستم عمروف أيضًا بأنه اقترح الاجتماع المقبل مع الجانب الروسي الأسبوع القادم… يجب تعزيز زخم المفاوضات.”

زيلينسكي أبدى الاستعداد لعقد قمة مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أن لقاءً رفيع المستوى ضروري لتحقيق سلام دائم. كما شدّد على ضرورة ترجمة اتفاقيات جولة اسطنبول السابقة – التي اقتصرت على تبادل أسرى و جثث قتلى – إلى وقف إطلاق نار حقيقي.

أبرز نقاط الحوار الحالية:

  • روسيا: ما تزال مصرّة على مطالب “قصوى” تتضمن تنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي، وتحجيم قدراتها العسكرية، والتوقف التام عن قبول الدعم الغربي—مطالب رفضتها كييف تماماً.

  • أوكرانيا: تسعى لمفاوضات عادلة تراعي سيادتها، والتعجيل بإغلاق ملف الحرب مع ضمانات أمنية واضحّة، دون التنازل عن دعم حلفائها الغربيين.

  • دور دولي: حثّت واشنطن، عبر الرئيس ترامب، موسكو على العودة إلى الطاولة وإلا فسيواجه ضغوطاً عقابية في غضون 50 يوماً.

رغم استمرار الغارات الروسية ومقتل مدنيين، تستمر كييف في الدفع بالمسار الدبلوماسي لتحقيق ما وصفته بـ”السلام الحقيقي”.

تحديات ومسارات مفتوحة:

  1. إحياء الزخم المفاوضي:
    زيلينسكي أكّد أهمية حث عجلة المباحثات عن طريق لقاء زعماء الدول المعنية، وهو انتقال استراتيجي من التفاوض على المستوى الوظيفي إلى الدبلوماسي المباشر.

  2. المعوقات المطروحة:
    رفض متبادل للمطالب الكبرى. موسكو تتمسك بطموحاتها التوسعية، وكييف وحلفاؤها يرفضون أي تنازلات لا تراعي الحدود المعترف بها دولياً.

  3. الضغط الغربي:
    رغم تصاعد الضربات الروسية، الضغط السياسي والاقتصادي الغربي (بما في ذلك العقوبات الجديدة الممكنة من واشنطن والموقف الأوروبي) يمنح أوكرانيا أوراق تفاوض إضافية.

  4. دور الحلفاء:
    أمريكا تمارس ضغوطاً موازية عبر خطاباتها وتهديداتها بالعقوبات، في حين يعمد الاتحاد الأوروبي واليابان إلى تنسيق لعقد قمة مقبلة لدفع مسار السلام.

هل ستنجح الجولة المقبلة؟

التحدي الأكبر هو تجاوز ما تبقى من الشكوك بعد جولات اسطنبول الفاشلة. فالمفاوضات الحالية باتت تعتمد على قدرة الطرفين على بناء الثقة تدريجياً، عبر خطوات عملية تتراوح بين تعزيز وقف النار وتفعيل قنوات إنسانية مؤقتة، وصولاً إلى تسوية نهائية.

ربع مليون مدني نزحوا، والبنية التحتية مشرعة بطلقات الصواريخ والطائرات المسيرة. كل تأخير يعني خسارة جديدة. إن نجحت الجولة المرتقبة، فقد تكون المفتاح لبدء حقبة جديدة. وإن فشلت، فسيظل الملف الأمني مفتوحاً ومحفوفاً بالمخاطر.

وستكون المقابلة المنتظرة بين زيلينسكي وبوتين بمثابة مؤشر لا يُستهان به: هل هناك نية حقيقية لتجاوز المواجهة، أم أننا أمام مناورة سياسية أخرى؟

مفترق طرق حاسم في الحرب والسلام

في ضوء التطورات المتسارعة، يبدو أن أوكرانيا وروسيا تقفان مجددًا عند مفترق طرق. ففي حين تُظهر كييف استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات، مدفوعة بتصاعد الخسائر وضغط الحلفاء، لا تزال موسكو تراوغ بين التصعيد العسكري والتلميحات الدبلوماسية. وبين هذين الاتجاهين، تزداد معاناة المدنيين الذين يتحملون وطأة القصف والتشريد، في حرب دخلت عامها الثالث دون أفق واضح للنهاية.

الدعوة لعقد قمة بين زيلينسكي وبوتين، وإن كانت طموحة، قد تشكّل تحولًا في منطق الاشتباك، من المواجهة إلى محاولة إدارة الخلاف، ولو مؤقتًا. ومع دخول عامل التهديد بالعقوبات الأميركية الجديدة، يتعزز الضغط الدولي على الطرفين لإنهاء النزيف.

لكن السؤال الجوهري يبقى: هل هناك إرادة سياسية حقيقية لإنهاء الحرب؟ أم أن المصالح المتداخلة للقوى الدولية ستُبقي الصراع مفتوحًا على حساب شعبين يدفعان الثمن يوميًا؟

أوكرانيا تقترح استئناف المفاوضات مع روسيا الأسبوع المقبل في محاولة لوقف التصعيد، وسط دعوات زيلينسكي لقمة مباشرة مع بوتين وتهديدات بعقوبات أمريكية جديدة.

المصادر :
متوسط التقييم
لا يوجد تقييم بعد
spot_imgspot_img