web analytics
spot_img

ذات صلة

عودة التنظيمات الإرهابية في مصر 6 مؤشرات تكشف فشل حركة حسم وخطط اختراق جديدة

في تطوّر أمني لافت يعكس يقظة الدولة المصرية في مواجهة التهديدات، أعلنت وزارة الداخلية تصفية عنصرين ينتميان إلى حركة “حسم” المصنفة إرهابية، في عملية نوعية جرت بمنطقة بولاق الدكرور في محافظة الجيزة. العملية جاءت بعد ظهور إصدار دعائي للحركة يُلمح لإعادة تنظيم صفوفها وتهديدها باستهداف السجون. إلا أن الرد الأمني الحاسم فتح الباب مجدداً أمام التساؤلات: هل باتت عودة التنظيمات الإرهابية في مصر ممكنة؟ وما مدى خطورة هذه الخلايا النائمة؟

الاشتباكات التي دارت فجر الأحد كشفت، بحسب بيان الداخلية، عن وجود تحركات لعناصر مدربة داخل البلاد، تسللت مؤخراً من الخارج بدعم من قيادات هاربة. ورغم قصر المدة الزمنية للاشتباك، فإن آثارها السياسية والأمنية كانت كبيرة، لا سيما مع مقتل مواطن مدني (المهندس مصطفى عفيفي) الذي تصادف وجوده في المنطقة أثناء خروجه لأداء صلاة الفجر.

وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ”سكاي نيوز عربية”، فإن العنصرين اللذين تمت تصفيتهما كانا على ارتباط مباشر بمحاولات اغتيال فاشلة تعود لعام 2016، من بينها محاولة استهداف الطائرة الرئاسية، فضلاً عن تورطهم في التخطيط لاستهداف منشآت اقتصادية وأمنية. كما أُشير إلى أن بعض المتهمين صدرت بحقهم أحكام نهائية بالسجن المؤبد، لكنهم فروا من البلاد قبل تنفيذ الأحكام، ليعودوا مؤخراً ضمن مشروع اختراق منظم.

اللافت أن العملية جاءت عقب بث فيديو ترويجي جديد لحركة “حسم” تضمن مشاهد لتدريبات عسكرية وتصريحات تحريضية ضد الدولة، ما فُهم منه أنه إعلان نوايا لإعادة النشاط الإرهابي بشكل ممنهج. إلا أن وزارة الداخلية أكدت أن الفيديو يدل على ضعف التنظيم، وليس قوته، مشيرة إلى أن العناصر التي ظهرت به لا تمثل سوى “واجهة إعلامية” لمحاولة يائسة لاستعادة الحضور في المشهد المصري.

ومن جانبه، أكد العميد أحمد عبدالله، الخبير الأمني، أن محاولات “حسم” لإعادة نشاطها هي تكرار فاشل لمحاولات سابقة، مثل محاولة اغتيال مفتي الجمهورية السابق الدكتور علي جمعة، مضيفاً أن أجهزة الأمن، وعلى رأسها الأمن الوطني، ترصد تحركات التنظيمات الإرهابية منذ سنوات طويلة، وتعتمد سياسة الضربات الاستباقية، وهو ما يفسر سرعة كشف موقع الاختباء وتنفيذ العملية.

التحليل الميداني للواقعة يشير إلى أهمية التعاون بين المواطن وأجهزة الأمن، فشهادات الجيران تؤكد أن العناصر كانت تعيش وسط السكان بشكل طبيعي، دون إثارة للشكوك. المهندس عبد الخالق موسى، أحد جيران القتيل مصطفى عفيفي، وصف المشهد بالفاجع، مشيراً إلى أن عفيفي كان شاباً خدوماً على وشك الزواج، ولم تكن له أي علاقة بما جرى، ما يُبرز الخطر الحقيقي لهذه الخلايا التي تتخفى في المجتمع.

وأضاف موسى أن منطقة فيصل ومحيطها تشهد توافد وافدين من محافظات مصرية مختلفة، بل ومن دول مثل سوريا واليمن والسودان، ما يجعل البيئة السكانية قابلة للاختراق إذا لم يتم التحقق من خلفيات الساكنين بشكل دقيق. لكن في المقابل، ثمّن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بضم أسرة الشهيد المدني إلى قائمة أسر الشهداء، وهو ما اعتبره الأهالي لفتة إنسانية تُكرّس التقدير المجتمعي لمن يدفعون ثمن الإرهاب.

عودة التنظيمات الإرهابية في مصر!

الإشارات الصادرة من وزارة الداخلية تؤكد أن الدولة لن تتهاون في ملاحقة أي نشاط مسلح، وأن استراتيجية المواجهة لا تتوقف فقط على العمليات الأمنية، بل تشمل أيضاً الجانب المعلوماتي والاستخباراتي والتشريعي.

كما تشير التحليلات إلى أن محاولات عودة التنظيمات الإرهابية في مصر ترتبط في جزء منها بوجود داعمين خارجيين يسعون لإعادة تدوير الفوضى. لكن نجاح الدولة في تفكيك الشبكات، والكشف عن مصادر الدعم، هو ما يحد من قدرتهم على تنفيذ مخططاتهم.

أخيراً، يؤكد المشهد أن أمن مصر ليس ملفاً عادياً، بل مسألة وجودية مرتبطة بالاستقرار القومي. و”حسم” ليست سوى واحدة من أدوات العبث التي سرعان ما تتحطم أمام الأجهزة الأمنية المحترفة، وتلاحم المجتمع مع الدولة.

عودة التنظيمات الإرهابية في مصر الإشارات الصادرة من وزارة الداخلية تؤكد أن الدولة لن تتهاون في ملاحقة أي نشاط مسلح، وأن استراتيجية المواجهة لا تتوقف

تابعونا على منصة فيسبوك

وعلى منصة X

المصادر:

  1. سكاي نيوز عربية – تقرير حول العملية الأمنية في بولاق الدكرور
    🔗 https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1782755

  2. موقع وزارة الداخلية المصرية – بيانات أمنية رسمية
    🔗 https://moi.gov.eg

  3. العربية نت – تغطية حول أنشطة تنظيم حسم وتحليل خطابها الإعلامي
    🔗 https://www.alarabiya.net

  4. تقرير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حول “الإخوان والتنظيمات المسلحة”
    🔗 https://ecss.com.eg

متوسط التقييم
لا يوجد تقييم بعد
spot_imgspot_img