5 محطات تكشف فظاعة “قص شوارب”… ماذا يحدث في السويداء؟

شهدت محافظة السويداء في جنوب سوريا تطورات مأساوية وصلت ذروتها بعمليات “قص شوارب” قسرية واستعراضات تعذيب مدنيين دروز، بعد تنفيذ قوات الأمن إعدامات ميدانية بحق 12 مدنيًا. فما خلف هذه الفظائع، وما الأبعاد الأمنية والاجتماعية وراءها؟

1. إعدام ميداني بحق الدروز

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 12 مدنيًا درزيًا في مضافة آل رضوان، جراء عمليات إعدام ميدانية نفذها عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، ضمن اقتحام منها طالب بالهيبة والخوف (SOHR; سلسلة الاشتباكات). تم تصوير الضحايا ملقين على الأرض داخل المضافة، وسط خراب واضح وصور لمشايخ ملقاة على الأرائك .

2. مشاهد الإذلال: قص شوارب بالقوة

انتقل المشهد من القتل إلى الإذلال، مع انتشار تسجيلات تظهر رجالًا دروز يُجبرون على قص شواربهم عنوة، في مشهد أثار صدمة وغضبًا شعبيًا واسعًا . كان القصد ترهيب السكان، وفرض سيطرة رمزية عبر تعطيل مظاهر الرجولة والاكرام.

3. نزوح جماعي مخيف

تبادلت الفيديوهات تسجيلات لنزوح جماعي لعائلات من وسط المدينة إلى القرى، بمئات السيارات تحمل أمتعة وأطفالًا. عائلات نزحت دون وجهة محددة خوفًا من تجدد الاعتقالات أو الاشتباكات. هذا الهروب الجماعي يعكس حالة الهلع التي عمّت الأحياء .

4. الهدنة الأنيقة وجوهر الفوضى

رغم وصول الجيش السوري إلى المدينة، انسحبت الدبابات الثقيلة لاحقًا، وحلت محلها قوات الأمن العام. وتم الإعلان عن اتفاق على وقف إطلاق النار من قبل وزير الدفاع مرهف أبو قصرة . لكن هذه الهُدنة لم تمنع الانتهاكات الرمزية كقص الشوارب، مما يثير أسئلة حول فاعلية التفاهمات وتراجع سُلطة الدولة.

5. جذور الأزمة ومسارات التصعيد

الجهة المتسببة بدأت باشتباكات عنيفة خلفت 116 قتيلًا خلال 48 ساعة، نتيجة اعتداء شبّ على يده رجال عشائر على حاجز المسمية، ما أثار عمليات احتجاز وانتقام متبادل reddit.com+1kurdistan24.net+1. الأرض زُجت بلا سابق إنذار في دوامة عنف واعتراض متفجر، جعل السيطرة المدنية صعبة.

لماذا يثير “قص شوارب” الرعب على مستوى الرمزية؟

شُعور الإهانة: الشارب رمز رجولة وكرامة في المجتمع الدرزي. قصة قَصّ الشوارب تستهدف نزعهما بشكل منهجي.
خطوة استعراضية: لا تكتفي بالانتقام المادي؛ بل تسعى لإحداث فعل اجتماعي يخلّف صدمة ذهنية.
رسالة ترهيبية: تقول “نحن مَن تقف فوقكم”، وتعزز الخوف من السلطة المركزية عبر استخدام القوة الرمزية.

ما الخطوة التالية؟

تحقيق وضغط سياسي: على الحكومة “المؤقتة” أن تحقق في هذه الجرائم، وتعاقب المسؤولين.
مراقبة دولية وإعلامية: أهمية تسليط الضوء عبر منظمات حقوقية لتدويل القضية.
دور وجهاء المجتمع: دعم وقف النار ليس كافيًا؛ يجب تدخلهم لضبط الإجراءات الأمنية والحد من الذل الرمزي.

حكمة ختامية

في السويداء لم تكن الرسالة فقط بردٍ على اشتباكات مسلحة، بل تدمير للهوية الدينية والخصوصية الرمزية للمواطنين. وعمليات قص شوارب ليست مجرد حادثة، بل مؤشر على فوضى سُلطة غير متوازنة: قوة بلا رقابة، ورمزية تتقوى على الجسد والعقل. الطريق نحو إنصاف سكان السويداء يبدأ بالتحقيق الواضح، والمحاسبة الناجزة، والثقة العائدة بين الدولة والمجتمع.

تُعيد حادثة قص شوارب رجال دروز في السويداء إلى الأذهان ممارسات الإذلال الرمزي التي استُخدمت تاريخيًا لتركيع الخصوم وإهانة الكرامة الشخصية، خصوصًا في المجتمعات الشرقية حيث يُعد الشارب رمزًا للهيبة والرجولة. ما حدث لم يكن فقط انتهاكًا جسديًا أو ميدانيًا، بل هو فعل محسوب يستهدف هوية جماعية بكاملها. في بيئة مشحونة بالتراث الاجتماعي والثقافي، يعتبر قص الشوارب قسرًا استفزازًا بالغًا يمكن أن يشعل فتيل الثأر ورد الفعل العنيف، وهذا ما يهدد فعليًا بنسف أي تفاهمات أو هدنة قد تُبرم على الأرض.

من جانب آخر، أظهرت هذه الحادثة أن الانتهاك لم يكن فرديًا بل منظمًا، ما يطرح علامات استفهام خطيرة حول طبيعة الأوامر، ومن يقف خلف تنفيذها. هل كان الأمر مدفوعًا بغرض الردع والتخويف؟ أم هو محاولة لفرض هيبة مركزية من خلال إذلال رموز محلية؟

في كلتا الحالتين، فإن الدولة، إن أرادت الحفاظ على ما تبقى من شرعيتها، مطالبة بتقديم اعتذار علني، وفتح تحقيق شفاف، ومحاسبة كل من تورّط في هذه الأفعال التي تخرق القيم المجتمعية والإنسانية على حدّ سواء.

قص شوارب 5 محطات تكشف فظاعة ... ما يحدث في السويداء؟