web analytics
spot_img

ذات صلة

100 جثة على الطرقات… السويداء “مدينة منكوبة” تستغيث والعالم يصمّ أذنيه

السويداء تناديكم

ليست السويداء مجرد بقعة جغرافية على خريطة مهملة، بل قلب نابض من سوريا التاريخ والكرامة. ما يجري هناك اليوم ليس شأنًا محليًا ولا معركة طائفة، بل اختبار لوطنية السوريين، وإنسانية العالم.
حين تُترك مدينة بأكملها تحت الركام والعطش والموت الصامت، فذلك لا يُدين من قصفها فقط، بل من صمت عن وجعها أو غضّ الطرف عن حاجتها.

السويداء لا تحتاج شفقة، بل عدالة. لا تطلب منّة، بل استجابة تليق بدماء أبنائها وبكرامة من بقوا صامدين رغم الجوع والنار.
وإن بقيت الجثث على الطرقات بلا دفن… فإن ما سيموت لاحقًا هو الضمير.

مدينة منكوبة

في مشهد مأساوي لم يشهده الجنوب السوري منذ سنوات، تحوّلت محافظة السويداء إلى مدينة منكوبة بعد أيام من الاشتباكات الدامية وانقطاع الخدمات الأساسية، حيث ظهر أكثر من 100 جثة ملقاة على الطريق، وسط أزمة إنسانية كارثية تستدعي تحركاً عاجلاً.

موجة اشتباكات استثنائية

في أعقاب صدامات عنيفة بين فصائل محلية وقوات حكومية مدعومة بمدرعات، توسعت دائرة الاشتباكات لتشمل سرايا ومدرعات على الطرقات الرئيسية. وفق تقارير فرانس24، بلغ عدد القتلى 203 على الأقل، وظهرت جثث متناثرة أمام المستشفى الوطني وفي الحقول والطرقات المحاذية للمدينة Financial Times+1LMT Online+1.

انهيار الخدمات الأساسية

المستشفى الوطني خرج عن الخدمة بالكامل، بعد نفاد المعدات، وتعطل أجهزة غسيل الكلى، وانقطاع الاتصالات والكهرباء. كما توقفت محطات الوقود عن العمل، وانهارت منظومة ضخ المياه، وهو ما خلق بيئة صحية وبيئية كارثية .

نهب وتدمير ممنهج

تداولت الفيديوهات صورًا لحرق ونهب محلات التجارية ومنازل في أحياء المدينة، إضافة إلى حرق مئات السيارات. كما قامت فصائل بطرد السكان وسرقة ممتلكاتهم، وسط صمت من أجهزة الدولة Arab News.

مطالب بإعلان السويداء “مدينة منكوبة”

داخل المحافظة، دشّن ناشطون حملة تطالب بـ”إعلان السويداء مدينة منكوبة” للحصول على مساعدات طارئة، وتأمين طائرات نقل جثث، وخبراء طبيين، ودعم عاجل لإعادة الخدمات .

اتفاقية هدنة منقوصة

أبرم الشيخ يوسف جربوع اتفاقًا مع الحكومة لوقف إطلاق النار وسحب السلاح. في المقابل، شدّد الرئيس المؤقت أحمد الشرع على أن الدروز جزء أساسي من النسيج الوطني، ووعد بحماية حقوقهم، وإشراك مشايخ العقل في فرض الأمن محليًا .

تدخل دولي وإقليمي

  • طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية سحب الجيش والحفاظ على الحماية المدنية، بينما طالبت الأمم المتحدة بالتهدئة وإغاثة عاجلة للمدنيين .

  • الاتحاد الأوروبي وتركيا دعيا لاحترام وقف النار، محذّرين من استمرار الضربات التي قد تؤدي إلى انقسام طائفي وتهجير جديد .

  • تقرير رويترز أشار إلى انسحاب القوات الحكومية من المدينة وعدم تأكيد استمرار الهدنة بشكل مستدام .

بوادر قلق مستقبلية

  • في حال استمر الانفلات الأمني، قد تدخل المقابر والمساجد مناطق الاحتجاج المدني، وتتحوّل المدينة إلى نقطة قلق أمني خطير.

  • التصعيد الطائفي قد يؤدي إلى نزوح جماعي نحو لبنان أو الأردن، مما يعيد رسم خارطة النزوح التي جلبتها الحرب الأولى.

  • غياب الجهات الإنسانية والمنظمات الدولية يزيد من هشاشة الوضع المحلي.

  • الحلول الإقليمية والسياسية، التي عقدت مؤتمرات تحت رعاية تركيا وأمريكا والإمارات، تعقدت في ظروف عدم الاستقرار هذه.

السويداء الآن أمام مفترق مصيري: يمكن إنقاذها بوقف فوري للنار، وتدخل إنساني عاجل، وإصلاحات سريعة لاستعادة الخدمات، وإعلانها مدينة منكوبة رسمياً.
فهذا الإعلان ليس عنوانًا إنشائيًا، بل شرط لاستعادة الحياة والمساعدة، والامتثال الإنساني والطوعي تجاه الدماء المتناثرة على طرقات المدينة.
مدينة منكوبة محافظة السويداء السورية في عمق المأساة والألم
اطلاق نداء استغاثة لاعلان السويداء مدينة منكوبة

السويداء… من الأرض العالية إلى الحضيض الإنساني

أن تُعلن مدينة ما “منكوبة”، فذلك ليس مجرد وصف بيروقراطي لحالة طوارئ، بل هو اعتراف بغياب الدولة، وانهيار البنية الأخلاقية قبل الخدمية. في حالة السويداء، لا يُختصر الأمر فقط بالجثث على الطرقات أو المستشفى المعطّل، بل في وجعٍ جماعي يشبه العار الوطني: مدينة ذات تاريخ عريق، قاومت الاحتلالات وبنت رموزًا للاستقلال، تتوسل اليوم أن يُنظر إليها كأرض بشر، لا كجبهة صامتة.

الصور الخارجة من المدينة لا تشبه نشرة أخبار، بل صفحات من مأساة مفتوحة: أطفال بدون ماء، مرضى الكلى يواجهون الموت البطيء، عائلات تبحث عن جثث مفقودة في زوايا الطرقات، نساء يحرسن البيوت المحترقة، ومساجد تستقبل الجثامين دون هوية. وفي ظل كل ذلك، يغيب التحرك الرسمي الجاد، ويُستبدل بخطابات ووعود غير مضمونة.

إعلان السويداء مدينة منكوبة لم يعد خيارًا سياسياً، بل واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا، وهو أول خطوة ضرورية لمخاطبة المجتمع الدولي والجهات المانحة والمنظمات الإغاثية. ما يحدث في السويداء ليس أزمة مؤقتة، بل انهيار ممنهج يُخشى أن يتكرر في مدن سورية أخرى إذا بقي الصمت هو اللغة الوحيدة

https://x.com/Syria_Nahda

https://www.facebook.com/SyriaNahda/

متوسط التقييم
5 من 5 نجوم 1 أصوات.
spot_imgspot_img