web analytics
spot_img

ذات صلة

بعد 100قتيل… هل تصمد مفاوضات وقف النار في السويداء؟

ارتفعت حصيلة الاشتباكات الدامية في محافظة السويداء إلى 99 قتيلاً، وفق ما أفاد به “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في واحدة من أكثر جولات العنف دموية جنوب سوريا منذ سنوات. وبينما تسعى شخصيات درزية ووجهاء محليون إلى دفع مفاوضات وقف إطلاق النار قدمًا، تبقى التساؤلات معلقة حول إمكانية صمود هذه المبادرات في ظل الواقع العسكري والسياسي المعقد، خاصة بعد سقوط ما يقارب 100قتيل في أقل من 48 ساعة.

تفاصيل الحصيلة: ضحايا من كل الأطراف

وفق المرصد السوري، توزعت حصيلة القتلى على النحو التالي:

  • 60 درزيًا، معظمهم مقاتلون، بينهم امرأتان وطفلان.

  • 18 من أبناء عشائر البدو.

  • 14 عنصرًا من قوى الأمن الحكومية.

  • 7 مسلحين مجهولي الهوية.

تُظهر هذه الأرقام أن المواجهات لم تقتصر على طرفين واضحين فقط، بل شملت خليطًا من الفصائل المحلية والقوات الرسمية ومسلحين غير محددي الهوية، ما يُعقّد احتمالات ضمان وقف شامل لإطلاق النار.

100قتيل أو أكثر .. في سجل ضحايا الاشتباكات، بات من الصعب على أي طرف تجاهل الحاجة الملحة إلى وقف النار. هل تصمد الهدنة؟
أحد أفراد الأمن السوري في قرية المزرعة الدرزية (أ ف ب)

المفاوضات الجارية: أمل أم وهم؟

بحسب باسم فخر، الناطق باسم حركة رجال الكرامة—أبرز الفصائل الدرزية في السويداء—فإن مفاوضات جارية حاليًا بين وجهاء المحافظة وممثلين عن الأمن العام ووزارة الدفاع، في محاولة للتوصل إلى هدنة تنهي دوامة العنف (france24.com).

وأكد فخر أن اتفاقًا مبدئيًا تم التوصل إليه سابقًا مع وزارة الدفاع لإنشاء جسم أمني وعسكري من أبناء السويداء، إلا أن الدولة هي من ماطلت في تنفيذ بنوده، بحسب تعبيره.

واتهم “فصائل لا تحمل عقيدة وطنية”، مدعومة ببعض عشائر البدو، بتنفيذ أعمال قتل ونهب وحرق في القرى الدرزية، قائلاً إنهم سيطروا على خمس بلدات قرب أطراف السويداء.

تدخل إسرائيلي علني: حماية أم تصعيد؟

في تطور لافت، أعلنت إسرائيل صراحة أنها نفذت ضربات جوية استهدفت دبابات سورية كانت تتحرك قرب منطقة السويداء.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجمات تمثل “تحذيرًا واضحًا للنظام السوري” بعدم التعرض للدروز، مؤكدًا:

“لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا. إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي”
(timesofisrael.com)

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لن يقبل بأي “تهديد عسكري في جنوب سوريا”، لافتًا إلى أن الغارات استهدفت محيط بلدتي المزرعة وكناكر في ريف السويداء، وأسفرت عن خسائر مادية فقط حتى الآن (sana.sy).

موقف الرئاسة الروحية للدروز

في بيان صادر عن الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية المقربة من الشيخ حكمت الهجري، دُعيت كل الأطراف إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأكد البيان:

“نحن لا نقبل بأي فصائل تكفيرية أو خارجة عن القانون. نحن مع سيادة الدولة القانونية، ونؤيد تنظيم المحافظة من أبنائها الشرفاء”.

كما شدد البيان على استمرار العلاقة التوافقية مع الحكومة الانتقالية في دمشق، رغم التأخير في تنفيذ تفاهمات السويداء الأمنية.

السياق السياسي: ما بعد الأسد

تأتي هذه المواجهات في وقت حساس تمرّ به البلاد، بعد وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الحكم إثر سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
ومنذ تولّي الحكومة الانتقالية زمام الأمور، واجهت اضطرابات مماثلة في الساحل السوري، وكذلك اشتباكات بين دروز وقوات أمنية في محيط دمشق، مما يُشير إلى فشل مؤسساتي واضح في ضبط الأمن وإدارة المناطق المحررة من النظام السابق.

هل تصمد الهدنة؟

 100قتيل أو أكثر .. في سجل ضحايا الاشتباكات، بات من الصعب على أي طرف تجاهل الحاجة الملحة إلى وقف النار.
لكن هشاشة التفاهمات، وتداخل اللاعبين المحليين والإقليميين (وخاصة تدخل إسرائيل)، تعني أن المفاوضات الجارية، رغم أهميتها، تبقى معلقة على شرط نجاح نادر:
وجود إرادة سياسية واضحة من الدولة والمجتمع المحلي معًا لضبط الأرض وتفعيل اتفاقات الأمن الذاتي.الكلمة 

تصاعد التوتر في السويداء لا يعكس فقط مأساة محلية، بل يكشف هشاشة المرحلة الانتقالية في سوريا بأكملها. فبين تعثر تطبيق الاتفاقات الأمنية، وتدخلات خارجية كالقصف الإسرائيلي، وتعقيدات النسيج الاجتماعي، تبدو الحكومة المؤقتة أمام اختبار حقيقي. ومع اقتراب الحصيلة من 100قتيل، ترتفع الأصوات المطالبة بحلول جذرية تضمن الأمن والاستقرار، وتفتح الطريق نحو شراكة وطنية متوازنة تحفظ حقوق جميع مكونات المجتمع السوري دون تمييز أو إقصاء.

روابط موثوقة:

https://sana.sy/?p=1971220 

متوسط التقييم
لا يوجد تقييم بعد
spot_imgspot_img