القسم الثاني عشر – الباب الثاني
خاتمة الباب الثاني
العلاقة مع القوى الكبرى
لقد مثّلت القوى الكبرى، لعقود، أحد أكثر العوامل تأثيرًا في المسار السوري، سواء عبر الحرب الباردة، أو خلال سنوات النزاع والاحتلال، أو من خلال شبكات النفوذ السياسي والاقتصادي. وكان انخراط هذه القوى في الشأن السوري يتم غالبًا بعيدًا عن إرادة الشعب، وبالتحايل على مفهوم السيادة، وفي غياب أي تمثيل وطني حقيقي.
أما في ظل مشروع النهضة والدولة السورية الجديدة، فإن العلاقة مع هذه القوى لا تُبنى على موروث العداء، ولا على وهم التحالف المطلق، بل على وعي سيادي جديد يُدير التناقضات الدولية، ويُعيد تموضع سوريا على الخريطة العالمية دون تبعية أو عزلة.
لقد عالج هذا الباب – من خلال فصوله – الأسس التي تحكم العلاقة مع كل من الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والاتحاد الأوروبي، والمنظومة الدولية الأوسع، وطرح رؤية متكاملة تقوم على:
بناء علاقات مرنة قائمة على المصالح لا الولاءات.
تفكيك البنى القديمة للعلاقات غير المتوازنة.
إنهاء التبعية دون الوقوع في خطابات القطيعة.
وإعادة إنتاج التموضع الدولي لسوريا الجديدة، بوصفها دولة حرّة تملك قرارها وتمثل شعبها وتبني تحالفاتها على قاعدة الشراكة لا الارتهان.
ومن هذا التموضع الدولي، ننتقل الآن إلى البيئة الإقليمية الأكثر التصاقًا بسوريا: جوارها الجغرافي، عمقها العربي، والمجال الحيوي الذي لا يمكن لأي سياسة خارجية سورية أن تُبنى بمعزل عنه.