web analytics
القسم الثالث عشر – الباب الرابع

الباب الرابع السياسات السيادية والرمزية

ترسيخ الدولة من خلال أدوات القوة الناعمة والمعنوية

مقدمة

بعد أن وضعت الدولة قدمها في المجالين السياسي والاقتصادي، ثم عادت إلى الناس بخدماتٍ تُعيد لهم الثقة والانتماء، تبدأ الآن في تثبيت نفسها ككيان جامع للهوية، والسيادة، والانتماء الثقافي والمعلوماتي والمعنوي.

فالسيادة لا تتحقق بالسلاح وحده، بل بالكلمة، والصورة، والثقافة، والمعرفة، والبيئة، والمجال العام الذي يشعر فيه المواطن بأنه ينتمي إلى دولةٍ تعبّر عنه، وتحترم وعيه، وتحمي ذاكرته، وتُحسن استخدام أدوات العصر لبناء وعي جمعي لا للتجهيل.

إن هذا الباب يعالج البُنى الرمزية والمعرفية التي تُشكّل العمود الفقري لكل دولة حديثة:

الإعلام، الذي يمكن أن يكون صوتًا للناس، أو أداة قمع.

الثقافة، التي إمّا أن تُنتج تنوّعًا خلاقًا، أو تُستخدم لإعادة إنتاج الإقصاء.

البيئة، التي إن أُهملت ماتت معها الحياة.

والسيادة الرقمية، التي صارت معيارًا لتقدّم الدول أو تبعيتها في القرن الحادي والعشرين.

في هذا الباب، لا نضع سياسات تقنية فحسب، بل نرسم مفهومًا للدولة السيادية المعنوية، دولةٍ تكتب روايتها بنفسها، وتضبط لغتها، وتُعيد تشكيل المجال العام بحيث لا يكون فضاء للهيمنة أو الكذب، بل مساحة حرة واعية ومسؤولة.

هنا تبدأ الدولة في الترسخ داخل الوعي العام، لا فقط في مؤسساتها، بل في صورتها، وهويتها، وسرديتها.

 

القسم الثالث عشر - فصول الباب الرابع