القسم الثالث – الباب الأول
خاتمة الباب الأول الرؤية الاستراتيجية
ومبادئ الفعل الوطني
لقد وُضع هذا الباب ليكون بمثابة القاعدة الأخلاقية والسياسية التي يُعاد التأسيس عليها بعد السقوط.
ففي بلدٍ خُدِع بمظاهر الدولة، واختُزِلت فيه الوطنية في الزعيم، وأُعطيت فيه الواقعية تفويضًا أخلاقيًا للتنازل والتراجع، كان لا بد من إعادة ضبط المفاهيم من الجذر:
- أن نُعيد تعريف الدولة كأفق سيادي لا كجهاز قهر.
- أن نُحرّر السياسة من عباءة الواقعية المسمومة.
- أن نُعيد بناء العقد الوطني على أساس الحرية والمساواة لا الولاء والخوف.
- أن نُميّز بوضوح بين الدولة والسلطة والنظام، لنمنع تكرار المصادرة.
بهذا، لا يكون مشروع النهضة مجرّد احتجاج على واقع منهار، بل فعلًا تأسيسيًا يتجاوز النقمة إلى البناء، وينتقل من الردّ إلى المبادرة، ومن الغضب إلى التصميم.
وإذا كانت الرؤية قد وُضعت هنا، فإن الأداة التي تحقّقها هي التمكين السياسي الوطني، وهو ما سنخوضه في الباب الثاني.
