القسم الرابع
القسم الرابع معركة القيم والمعايير
من تفكك المعنى إلى بناء الثقافة السياسية الجامعة
أولًا: المقدمة
حين تسقط الدولة، تنهار المؤسسات.
وحين تسقط المعايير، ينهار الإنسان.
ولعل أخطر ما كشفت عنه الكارثة السورية، لم يكن فقط وحشية النظام، ولا فوضى الفصائل، بل تفكك البنية القيمية للمجتمع، وانهيار المرجعيات الأخلاقية، وضياع المعنى المشترك بين السوريين.
لقد خاضت سوريا حربًا على الأرض، وأخرى على الوعي.
– تم فيها سحق الكلمات، وتحويل الشعارات إلى أدوات قمع.
– تم فيها اغتيال القدوة، وتفريغ المعاني من دلالاتها.
– وصار الإنسان السوري مهددًا في هويته، لا في جسده فقط.
ومن هنا، يأتي هذا القسم الرابع من مشروع النهضة ليردّ على هذا الانهيار بجبهة جديدة:
“جبهة الثقافة السياسية، والرمزية الوطنية، والمرجعيات الأخلاقية الجامعة.”
فهو لا يُعالج فقط معضلة التربية والإعلام والدين واللغة، بل يُجيب على سؤال أخلاقي وسياسي مركزي:
هل يمكن بناء دولة، دون أن نعيد بناء القيم التي تُلهمها، والمعايير التي تُنظّمها، والوعي الذي يحميها؟
ما يميّز هذا القسم:
- أنه ينتقل من بناء الدولة بوصفها هيكلًا (كما في القسم الثالث) إلى بناءها بوصفها رمزًا ومعنى وسردية وهوية.
- أنه يعالج التشظي الرمزي والفراغ القيمي الذي مزّق المجتمع السوري وأفقده القدرة على توحيد مرجعياته.
- أنه يطرح نموذجًا بديلًا للثقافة السياسية في سوريا الجديدة: ديمقراطية لا فوضوية، مدنية لا استئصالية، سيادية لا تابعة.
ويتوزع على ثلاثة أبواب متكاملة:
- الباب الأول: الهوية الوطنية والرمز السياسي
- الباب الثاني: أدوات تشكيل الوعي
- الباب الثالث: منظومة القيم والمعايير المجتمعية
حيث تُعاد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع من خلال إعادة بناء المعنى نفسه، وإحياء المرجعيات التي سُحقت، وتمكين الإنسان السوري من امتلاك لغته الأخلاقية الخاصة، ليكون فاعلًا في المشروع، لا ضحية له.
أبواب القسم الرابع
معركة القيم والمعايير
