web analytics
القسم الرابع – الباب الأول

الباب الأول الهوية الوطنية والرمز السياسي

مقدمة

لا يبدأ الانقسام في المجتمعات من السلاح، بل من تمزّق المعنى.

وحين تفقد الدولة رمزها الجامع، وتنهار الهوية السياسية في وعي أبنائها، يصبح الوطن مجرد جغرافيا، لا كيانًا يُلهم الانتماء ويستحق الدفاع.

في سوريا، لم يكن الاستبداد مجرد هيمنة أمنية، بل أعاد تشكيل الوعي الوطني على قاعدة الطائفة، والزعيم، والولاء المُفروض، بدل أن يُبنى على المواطنة والسيادة والكرامة.

وحين جاء الحراك الشعبي، لم يستطع – رغم شرعيته ومظلوميته – أن ينتج رمزًا وطنيًا جامعًا، بل سقط أحيانًا في فخ التطييف أو الراديكالية أو الانقسام الهوياتي.

لذلك، فإن معركة النهضة تبدأ من هنا:

من إعادة تعريف الهوية الوطنية، ومن تفكيك الرموز الزائفة، وصياغة ميثاق رمزي جديد يجعل من سوريا وطنًا لجميع أبنائها، لا ساحة نزاع بين سرديات متضادة.

وهذا الباب الأول من القسم الرابع يتناول بالتشريح والتحليل:

  • كيف تم تدمير الثقافة السياسية الجامعة؟
  • كيف تمزقت الذاكرة الوطنية؟
  • وكيف يمكن تحرير الدين من التوظيف ليرتبط بالدولة لا بالسلطة؟

إنه باب يعيد الاعتبار للرمز، بوصفه حاملًا للمعنى، وجسرًا نحو الوحدة السياسية والاجتماعية، لا مجرد أداة هيمنة.

أبواب القسم السادس عشر - الاستراتيجية النهضوية الشاملة