أميركا تلغي تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية أجنبية
أصدرت وزارة الخارجية الأميركية مذكرة رسمية تقضي بإلغاء تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية أجنبية، وذلك بعد مراجعة داخلية خلصت إلى أن التنظيم لم يعد يفي بالمعايير القانونية المعتمدة لهذا التصنيف.
تحمل المذكرة تاريخ 23 يونيو 2025، وهي موقّعة من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي تولى منصبه في وقت سابق من هذا العام. وجاء في نص القرار أن الإلغاء لا يعني بالضرورة تبني سياسة دعم أو قبول للهيئة، وإنما يعكس تغيّرًا في الوضع القانوني والتنظيمي المتعلق بها وفقًا للقانون الأميركي.
تشير مصادر دبلوماسية إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد شهور من التقييم الأمني والسياسي لوضع الهيئة على الأرض، وتطور بنيتها وتحالفاتها. وقد أُدرجت هيئة تحرير الشام على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية منذ عام 2012، عندما كانت تُعرف باسم “جبهة النصرة”، قبل أن تغير اسمها وتعيد تشكيل قيادتها وموقعها داخل المشهد السوري.
في المقابل، أثار القرار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبره بعض المراقبين خطوة تمهيدية لإعادة هيكلة العلاقة الأميركية مع فصائل المعارضة السورية، بينما رأت جهات أخرى أنه يعكس سياسة واقعية تتماشى مع التغيرات الميدانية والجيوسياسية في سوريا وشمالها الغربي تحديدًا.
لم تصدر تعليقات رسمية حتى الآن من جانب هيئة تحرير الشام على القرار الأميركي، لكن متابعين يشيرون إلى أن الخطوة قد تؤثر في مسار التعامل الدولي مع الكيانات المسلحة في سوريا، وتفتح الباب أمام مقاربات جديدة في ملفات الأمن الإقليمي، والمساعدات الإنسانية، والتسويات المحلية.
القرار لا يشمل الكيانات الأخرى المرتبطة سابقًا بالهيئة أو المنشقة عنها، كما لم تُلغَ العقوبات المفروضة على عدد من قادة الجماعة المدرجين على قوائم الإرهاب الدولي. ويؤكد بيان وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستواصل مراقبة الأنشطة المرتبطة بالتنظيم وأي تهديد قد يشكله على الأمن الإقليمي أو المصالح الأميركية.
