السياسات الكبرى الحاكمة لمشروع النهضة
الاستراتيجية النهضوية الشاملة
ليست السياسات مجرد أدوات تنفيذ، بل هي تجسيد لفلسفة الدولة ومعيار لشرعيتها. وفي مشروع النهضة السورية، لا تنبع السياسات من إدارة الأزمات، بل من رؤية وجودية للإنسان والمجتمع والدولة.
ليست السياسات العامة مجرد إجراءات حكومية أو قرارات إدارية تُتخذ ضمن مكاتب الدولة،
بل هي تجسيد يومي لعقد اجتماعي حي،
ومرجعية أخلاقية تقيس من خلالها الدولة صدقيّتها تجاه مواطنيها.
فحين تُصاغ السياسات بمعزل عن الإنسان، تصبح عبئًا عليه،
وحين تُدار بعقلية سلطوية، تتحول إلى أدوات ضبط لا أدوات تنمية.
وفي سوريا، لم تكن السياسات العامة يومًا تجسيدًا للعدالة الاجتماعية أو الكرامة الإنسانية،
بل كانت مرآة لتشوّه بنية السلطة، وترسيخ نظام الولاء، وتكريس المركزية، وتهميش المواطن.
في مشروع النهضة وبناء الدولة السورية ما بعد الاستبداد ننتقل من البنية الفلسفية إلى السياسات العامة التي تُترجم المعنى إلى أفعال. نخرج من ضيق التكنوقراط إلى رحابة التخطيط القيمي، حيث الاقتصاد ليس مجرد توازنات، بل ضمان للكرامة. والتعليم ليس تلقينًا، بل تحريرًا للعقل. والصحة ليست خدمة، بل حقٌّ غير قابل للتمييز. والعمل ليس وظيفة، بل أداة للتمكين. هذه السياسات ليست فصلًا إداريًا، بل هي مركز الفعل النهضوي، وتعبير عن عدالة المشروع وعمقه ووعيه بالمجتمع لا بوصفه جمهورًا، بل بصفته شريكًا كاملاً في تقرير المصير.
فلسفةالسياسات الكبرى الحاكمة لمشروع النهضة – الإنسان أولًا
في فلسفة النهضة، لا تُصاغ السياسات من فوق، ولا تُفرَض كقوالب جاهزة، بل تُنتج من أسفل، من حاجات الناس، ومن واقعهم، ومن صوتهم المباشر. ولذلك، فإننا نعيد تعريف السياسات العامة بوصفها:
“أداة للتعبير عن الإرادة العامة، تُصاغ عبر تشاركية حقيقية، وتُقيم بميزان الأثر العادل، وتُعدّ الترجمة الإجرائية للكرامة الإنسانية.”
في هذا السياق، السياسات ليست مجرّد موازنات وتوزيع صلاحيات،
بل هي الترجمة الفعلية لفلسفة الدولة،
والمؤشر الحقيقي على مدى التزامها بالعدالة، والتنمية، والحقوق.
الاقتصاد في السياسات الكبرى الحاكمة لمشروع النهضة كرافعة للكرامة… لا أداة للهيمنة
لا نهضة بدون اقتصاد.
ولا اقتصاد بدون إنسان حر قادر على الإنتاج والمشاركة.
وفي مشروعنا، الاقتصاد ليس فرعًا تقنيًا للسياسات، بل قلب الدولة ومحرّك التغيير الاجتماعي والسياسي. ولذلك، فإن فلسفة الاقتصاد النهضوي تبدأ من استعادة السيادة من السوق، ومن الدولة، ومن الخارج، لصالح الإنسان والمجتمع. فقط حين يتحوّل الاقتصاد من وسيلة حكم إلى وسيلة كرامة، يمكن أن تُبنى سوريا من جديد… بسواعد أبنائها، وبثرواتها، وبعقولها، لا بعقود التبعية والريع والاستثمار الخارجي المشروط.
في السياسات الكبرى الحاكمة لمشروع النهضة – الاستراتيجية النهضوية الشاملة، لا نرى الاقتصاد مسألة تقنية فحسب، بل نراه مرآة فلسفية لطبيعة التعاقد بين الإنسان والدولة. الاقتصاد في الدولة النهضوية هو:
“نظام اجتماعي–إنتاجي، يعيد توزيع الثروة بعدالة، ويُمكّن الإنسان من امتلاك قراره، ويحرر المجتمع من التبعية الخارجية والداخلية.”