الماء تحوّل إلى مقبرة: مذبحة فجرية في غزة تودي بحياة 29 فلسطينياً بينهم أطفال ونازحون
في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد، استيقظ قطاع غزة على سلسلة من الغارات الجوية العنيفة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، لتضيف إلى سجل الحرب المأساوي فصلًا جديدًا من الدماء والدموع.
بحسب جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، أسفرت هذه الضربات عن مقتل 29 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة عشرات آخرين، معظمهم من المدنيين، وبينهم أطفال ونساء.
الغارات استهدفت مناطق مختلفة من القطاع، لكن المأساة الأشد وقعت في مخيم النصيرات بوسط القطاع، حيث تحولت نقطة توزيع مياه الشرب في منطقة للنازحين إلى مشهد مرعب يعج بالجثث والجرحى.
الماء تحوّل إلى مقبرة
المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، قال في تصريح لوكالة فرانس برس إن طواقم الدفاع المدني نقلت “ثمانية شهداء وعدد من الجرحى، بينهم أطفال، إثر استهداف نقطة توزيع مياه الشرب في غرب مخيم النصيرات”.
وأضاف أن القصف جاء في منطقة تؤوي نازحين، مما يضاعف من حجم الفاجعة الإنسانية ويطرح أسئلة قاسية حول أهداف هذا النوع من الاستهداف.
المصابين والضحايا نُقلوا إلى مستشفى العودة بالمخيم، الذي يشهد ضغطاً هائلاً في ظل تدهور القطاع الصحي، ونقص الإمكانيات، وانقطاع التيار الكهربائي.
منازل تتساقط فوق ساكنيها
الغارات لم تقتصر على منطقة واحدة. ففي منطقة السوارحة، الواقعة غربي مخيم النصيرات، قتل عشرة فلسطينيين آخرين، بينهم أطفال، فيما أصيب أكثر من عشرين شخصاً، إثر غارة إسرائيلية فجر اليوم استهدفت منزلًا سكنيًا.
وفي مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزلاً وسط الحي، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم نساء وأطفال، وفق ما أكده الدفاع المدني.
أما في حي الصبرة جنوب غرب المدينة، فقد قُتلت طفلة وجُرح عدد آخر من المدنيين جراء غارة استهدفت منزلاً قرب مسجد المجمع الإسلامي. في حين استُهدفت شقة سكنية قرب حديقة برشلونة في منطقة تل الهوى، ما أسفر عن مقتل شخصين آخرين.
مذبحة فجرية في غزة حتى الخيام لم تسلم
في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، استهدفت غارة جوية خيمة للنازحين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص كانوا يحاولون الاحتماء من القصف المتواصل في ملجأ مؤقت.
ويزداد القلق الدولي من استهداف المدنيين والنازحين في مناطق يُفترض أنها ملاذات إنسانية مؤقتة، إذ لم تعد الخيام، ولا مراكز المياه، ولا حتى المستشفيات، بمنأى عن الهجمات.
تصاعد في استهداف المدنيين
تشير التقارير الحقوقية إلى تصاعد استهداف التجمعات المدنية في غزة خلال الأسابيع الماضية، حيث باتت أماكن مثل مراكز توزيع المياه والملاجئ وخيام النازحين ضمن بنك الأهداف، في تجاهل واضح لمبادئ القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية.
ووفقاً لتقرير حديث لـ هيومن رايتس ووتش، فإن بعض الغارات تفتقر للتمييز والتناسب، وهي عناصر أساسية في قوانين الحرب.
الغضب الشعبي وردود الأفعال
الشارع الفلسطيني شهد موجات من الغضب والحزن، حيث نُظمت وقفات احتجاجية في عدة مناطق داخل القطاع، رفعت فيها لافتات تطالب المجتمع الدولي بالخروج من صمته، وتقديم الحماية للمدنيين العُزّل.
في المقابل، لم تصدر حتى الآن إدانة رسمية من المؤسسات الدولية الكبرى، فيما تواصل إسرائيل تبرير عملياتها بأنها “تستهدف مواقع عسكرية أو مشبوهة”، رغم الأدلة المتزايدة على أن الضحايا مدنيون بالكامل.
وضع إنساني على حافة الانهيار
الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا، مع استمرار الحصار وتدمير البنية التحتية. وقد حذرت منظمات إغاثية، منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر, من انهيار النظام الصحي في القطاع إذا استمر القصف على هذا النحو.
فيما تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية أن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب العدد الكبير من الجرحى، وأن المخزون الطبي في أدنى مستوياته منذ بداية الحرب.
مذبحة فجرية في غزة اليوم …. وبقية العالم في سبات
مجزرة فجر اليوم ليست مجرد رقم جديد يُضاف إلى سجل الضحايا، بل هي تذكير مأساوي بأن الماء، والملاجئ، وحتى الفجر، لم تعد آمنة في غزة. في ظل غياب الردع الدولي، ومع تزايد استهداف المناطق المدنية، يبدو أن ثمن الصمت يُدفع من دماء الأبرياء، وعلى حساب الطفولة المحاصرة تحت الأنقاض
لمتابعة المزيد من التفاصيل والأخبار
https://www.skynewsarabia.com/