القسم السابع
القسم السابع الهندسة المؤسسية للنهضة السورية
مقدمة: من المعنى إلى البناء، ومن الحلم إلى التأسيس
لسنا هنا أمام سردٍ لآليات حكم،
ولا أمام توصيفٍ إداري لأنماط الدول،
ولا إعادة إنتاجٍ لأجهزةٍ تقليدية تعيد إنتاج الخراب ذاته بأسماء جديدة،
بل أمام محاولة فلسفية عميقة لإعادة ابتكار الدولة من جذورها،
كامتدادٍ عضوي لفهمٍ عميقٍ للإنسان،
وللسيادة،
وللمجتمع،
وللمعنى الذي نمنحه للوجود السياسي ذاته.
لقد قمنا، بتشريح جراحنا المؤسسية والسياسية والاجتماعية والوجودية،
وفتحنا، أفقًا فلسفيًا لمشروع النهضة الممكنة،
نهضة لا تقوم على أوهام الاستيراد،
ولا على طوباويات متعالية،
بل على فهم متجذر للواقع، وإرادة واعية لتجاوزه.
أما في هذا القسم، فننتقل من التشريح والوعي إلى الهندسة،
من تفكيك الخراب إلى بناء المؤسسات،
من السؤال “لماذا فشلنا؟” إلى السؤال “كيف نعيد التأسيس؟”
وهنا لا نعني بالمؤسسة مجرد إدارة أو مبنى،
بل نعني بها:
الإطار القيمي–الوظيفي الذي يترجم التعاقد الاجتماعي إلى ممارسة،
ويحوّل الفلسفة إلى نظم،
والأخلاق إلى قوانين،
والكرامة إلى بنى حاكمة.
هذا القسم لا يُراد له أن يكون “مخططًا حكوميًا”،
ولا “مسودة دستور”،
بل إطارًا فلسفيًا–سياسيًا–استراتيجيًا لبناء الدولة ما بعد الاستبداد،
بما يتجاوز الأشكال، نحو إعادة تعريف الوظائف ذاتها:
ما هي الدولة؟
كيف تُحكم؟
من يقرر؟
من يُمثَّل؟
من يُساءل؟
من يملك السلطة؟
ولماذا؟
