القسم الثامن – الباب الثالث
الباب الثالث تأسيس بنية الأمن والخدمة العامة
لم يكن الأمن في سوريا، عبر عقود، وظيفةً لحماية المجتمع، بل كان أداة مركزية في مشروع القمع السياسي، وذراعًا مباشرة لإخضاع الناس، وتفكيك المجتمع، وتحويل الدولة إلى أداة خوف.
كما تحوّلت الخدمة العامة من منظومةٍ للعدالة الاجتماعية إلى مساحة للتمييز، والإقصاء، والفساد الهيكلي.
في الدولة الجديدة، لا بدّ من إعادة هندسة الأمن والخدمة العامة من الجذر، لتتحوّل من أدوات تحكّم إلى مؤسسات سيادية عقلانية، تعمل ضمن القانون، وتستمد شرعيتها من وظيفتها، لا من علاقتها بالسلطة.
هذا الباب يُقدّم خطة تنفيذية واضحة لإعادة بناء:
جهاز الأمن الوطني على أسس مهنية، مدنية، خاضعة للمساءلة؛
الشرطة بوصفها خدمة أمنية لا سياسية؛
جهاز الأمن الداخلي كأداة أمن مجتمعي لا قمع سياسي؛
منظومة الطوارئ الوطنية كجهاز استجابة لا ذريعة للهيمنة.
وهنا، لا نتحدث عن إعادة التسمية أو إعادة الترتيب، بل عن إعادة تأسيس شاملة لجهاز الأمن والخدمة ضمن منطق سيادي–دستوري يحترم الإنسان، ويعيد الاعتبار لوظيفة الدولة في ضمان الأمان لا في إنتاج الخوف.
فصول الباب الثالث
القسم الثامن - من التنظير إلى التنفيذ