web analytics
القسم الثامن – الباب الخامس

خاتمة الباب الخامس

النظام الدفاعي السيادي

إن بناء الدولة ليس مشروعًا إداريًا فقط، بل هو أيضًا مشروع حماية.

فلا قيمة لكل ما أُنجز من مؤسسات وسياسات إذا بقيت الدولة مكشوفة أمام العدوان، أو ظلّ الجيش رهينة القرار الشخصي، أو تحوّلت أدوات الدفاع إلى أدوات قمع.

في هذا الباب، أعدنا تعريف الدفاع كـ وظيفة سيادية محكومة بالدستور، لا سلطة عسكرية مفصولة عن المجتمع.
فأسسنا وزارة دفاع مدنية، مستقلة عن الأيديولوجيا والحزب، خاضعة للقانون.
وبنينا هيئة أركان مشتركة تستعيد الجيش الوطني من الفئوية إلى المهنية.
وأنشأنا مؤسسة عليا للتخطيط العسكري والدفاع المدني، تمزج بين العقل الاستراتيجي والجاهزية المجتمعية، وتضع الإنسان في قلب المعادلة الدفاعية، لا على هامشها.

لقد خرجنا من منطق “جيش النظام”، إلى منطق “جيش السيادة”، ومن عسكرة المجتمع، إلى تعبئة وطنية متوازنة، ومن السرية المطلقة، إلى الشفافية المحكومة بالمسؤولية.

وهكذا، يكون هذا الباب قد أغلق حقبة استخدام القوة ضد الشعب، وفتح مرحلة استخدام القوة من أجل حماية الدولة والناس والدستور، لا من أجل حماية الحاكم.