القسم العاشر – الباب الخامس
الباب الخامس توسيع الأثر النهضوي والتفاعل الدولي
(من البناء الداخلي إلى الإشعاع الخارجي وصياغة الشراكات السيادية)
مقدمة تاسيسية:
في عالمٍ متشابك لا يعيش فيه أي مشروع وطني في عزلة، تصبح القدرة على التفاعل الدولي وتوسيع الأثر الحضاري للمشروع، جزءًا من استدامته، لا مجرد خيار إضافي.
فالنهضة ليست شأنًا محليًا خالصًا، بل هي – بطبيعتها – رسالة تتجاوز حدودها، وتجذب الاهتمام، وتُعيد تموضع المجتمع والدولة في الحقل الإقليمي والعالمي كفاعل مستقل، لا كمفعولٍ به أو كيان تابع.
لقد كانت سوريا، في العقود الماضية، حبيسة ثلاث دوائر قاتلة:
دائرة العزلة الناتجة عن الاستبداد؛
دائرة الارتهان للقوى الخارجية؛
دائرة الشكّ المتبادل بينها وبين مجتمع الأمم
ومع انهيار النظام القديم، انفجرت العلاقات الخارجية في جميع الاتجاهات:
فدخلت دول إقليمية تبحث عن نفوذ،
وقوى كبرى تتحرّك وفق مصالحها،
وأطراف دولية تنظر إلى سوريا كمسرح صراع لا كمجتمع يستحق النهوض
لكن مشروع النهضة لا يُبنى على العزلة، ولا على الارتهان، بل على إرادة سيادية تُدير علاقاتها الدولية انطلاقًا من مصلحة الشعب، وتوازن المصالح، والاحترام المتبادل، والانفتاح الواعي على الشراكات لا التبعية
فالنهضة السورية، كما بُنيت على الداخل، يجب أن تخرج إلى الخارج حاملة مشروعًا، لا متوسّلة حماية، ومقترحة حلولًا، لا طالبة إنقاذ.
وهنا، يصبح التفاعل الدولي ليس أداة ضغط خارجي، بل مجالًا لتثبيت السيادة وتحقيق التوازن، وتوسيع الأثر الحضاري للمشروع في بيئة عالمية تبحث عن أمثلة جديدة، لا عن نسخ مكررة من الدول التابعة أو الفاشلة.
فصول الباب الخامس
القسم العاشر - توسيع الأثر النهضوي والتفاعل الدولي