القسم الحادي عشر – الباب الأول
خاتمة الباب الأول
الرؤية الاستراتيجية ومبادئ الفعل الوطني
بهذا الباب، نكون قد وضعنا الأساس الفكري والسياسي الحاكم لكل ما سيتبع من خطط ومؤسسات ومسارات، إذ إن أي مشروع نهضوي لا يبدأ من وضوح الرؤية ولا يستند إلى فلسفة فعلية للسيادة، سرعان ما ينزلق إلى العبث أو الارتهان.
لقد أعاد هذا الباب ترتيب مفاهيم كبرى تم اختطافها وتشويهها في التجربة السورية:
النهضة لم تعد حلمًا غامضًا بل فعلًا تاريخيًا محدد المعالم.
السيادة لم تعد شعارًا فارغًا بل شرطًا وجوديًا.
القرار السياسي لم يعد أداة تحكم بل معيارًا للحرية.
الشعب لم يعد كيانًا مُغيّبًا بل حاملًا للمصير.
الدولة لم تعد سلطة مطلقة بل مسؤولية سيادية.
والموقف السياسي لم يعد خضوعًا لتوازنات الأمر الواقع بل ممارسة لواقعية أخلاقية تقاوم الانكسار دون أن تسقط في العدمية.
لقد رسم هذا الباب ملامح العقل السيادي الجديد، وفصّل ركائز المشروع بوصفه فعلًا تأسيسيًا لا تبريريًا، وبهذا الفهم، لا تُبنى فقط رؤية النهضة، بل تتكوّن حولها كتلة الوعي المؤسِّسة للدولة الجديدة، ولبنيانها السيادي القادم.