القسم الحادي عشر – الباب الثالث
خاتمة الباب الثالث
الأمن القومي واستراتيجيات الحماية
لقد أعاد هذا الباب تعريف الأمن بوصفه وظيفة سيادية شاملة لا غريزة سلطوية، وركيزة تأسيسية لا غطاءً قمعيًا، ومنظومة متكاملة تمتد من المؤسسة العسكرية إلى الوعي الشعبي، ومن حماية الحدود إلى حماية المعنى.
ولم يقتصر الطرح على المفهوم العسكري التقليدي، بل تجاوزه إلى الأمن المجتمعي، الرمزي، المعرفي، التواصلي، الثقافي، والمؤسساتي، بما ينسجم مع الحاجة السورية الفعلية إلى تحصين الدولة والمجتمع معًا من كل أشكال الانكشاف والانهيار.
من إعادة تعريف الردع، إلى ضبط توازنات القوة، وبناء الثقة المجتمعية، ومواجهة الحرب الرمزية، وصولًا إلى تحصين البنى الناعمة من الاختراق الخارجي، تم تفكيك المنظومة القديمة التي حولت الأمن إلى فزاعة، وتم استبدالها بمنظور سيادي عادل يجعل من الأمن حصنًا للنهضة لا قيدًا على حركتها.
إن هذا الباب لا يطرح خطة أمنية، بل يبني منطقًا جديدًا للحماية الوطنية، يجعل من الشعب شريكًا في الأمان، ومن الدولة راعية للحصانة الجمعية، ويحوّل السيادة من مفهوم مخترَق إلى ممارسة فعالة، أخلاقية، ومتماسكة.