web analytics
القسم الحادي عشر – الباب الرابع

خاتمة الباب الرابع

الدبلوماسية السيادية وبناء التحالفات

يمثّل هذا الباب تتويجًا لتحوّل سوريا من دولة تُدار من الخارج إلى دولة تخاطب العالم من موقع السيادة، لا من موقع التبعية، ومن مشروع وطني جامع، لا من مقعد سلطة متنازع عليها.

لقد أعاد هذا الباب تعريف السياسة الخارجية، لا بوصفها هامشًا تقنيًا للقرار الداخلي، بل بصفتها ساحة مركزية يُختبَر فيها صدق المشروع، وصلابة الشرعية، وقدرة الدولة الجديدة على حماية مصالحها وتمثيل كرامتها.

فمن كسر صمت الدبلوماسية إلى إطلاق مبادرات مستقلة،
ومن تفكيك التبعية لمحاور النفوذ إلى بناء شراكات متوازنة،
ومن تحصين العلاقات الإقليمية إلى التمدد الاستراتيجي نحو الجنوب العالمي،
ومن استعادة الرواية إلى صياغة واجهة تمثيلية جامعة للمجتمع والدولة معًا –
جاء هذا الباب ليؤسس لرؤية واضحة:
أن السيادة لا تُستكمل دون تموضع دولي يعكس الإرادة الوطنية،

وأن الاعتراف الخارجي ليس امتيازًا ممنوحًا، بل نتيجة حتمية لمشروع داخلي ناجز، وموقف أخلاقي متماسك، وإرادة فعلٍ حرّة.

إن سوريا الجديدة، إذا أرادت أن تستعيد مكانها، لا بد أن تبني صوتها الخارجي كما تبني مؤسساتها، وتحمل قضاياها كما تحمل شعبها، وتمثّل هويتها كما تمثّل أرضها.

فالدبلوماسية في مشروع النهضة ليست وظيفة الدولة فقط، بل صوتها، وموقفها، ووجهها الذي تخرج به من تحت الأنقاض لتقول: نحن هنا، بإرادتنا، وكرامتنا، ومشروعنا الذي لا يمثله أحد سوانا.