web analytics
القسم الثاني عشر – الباب الثاني

الباب الثاني العلاقة مع القوى الكبرى

مقدمة

لم تعد العلاقات الدولية تُدار بمنطق الانتماء الأيديولوجي أو القطبي، بل أصبحت تُبنى على تقدير دقيق للمصالح، وعلى فهم مرن لتحولات النظام العالمي، وعلى قدرة كل دولة على التموضع الواعي ضمن هذا النظام دون أن تفقد قرارها أو تُعزل عن محيطها.

في السياق السوري، شكّلت القوى الكبرى فاعلًا رئيسيًا في المسار السياسي والعسكري منذ عام 2011. لكن هذا الحضور كان غالبًا خارج إرادة الشعب السوري، ودون تمثيل سيادي حقيقي، بل نتيجة استدعاءات متبادلة بين أطراف الصراع والنظام، ما جعل من سوريا ساحة نفوذ أكثر منها دولة فاعلة.

أما اليوم، ومع قيام مشروع سيادي جديد يسعى إلى بناء دولة وطنية مستقلة وفاعلة، فإن العلاقة مع القوى الكبرى يجب أن تُعاد صياغتها من جديد، وفق أربعة معايير رئيسية:

أولًا: أن تُبنى العلاقات على أساس الندية النسبية لا التبعية.

ثانيًا: أن تُدار كل علاقة على أساس ملف المصالح المتبادلة لا الولاءات السياسية.

ثالثًا: أن تكون مرنة، متعددة المستويات، قابلة للمراجعة حسب التحولات الدولية.

رابعًا: أن تنطلق من رؤية وطنية سورية خالصة، لا من حسابات خارجية أو اصطفافات موروثة.

وفي هذا الباب، نُعيد تحليل العلاقة مع كل من الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، من موقع الدولة السورية الجديدة، لا من زاوية النظام الساقط أو واقع الاحتلالات. والهدف ليس إرضاء أي طرف، بل استعادة الفاعلية السورية في النظام الدولي، دون أن نخسر الاستقلال الذي ناضلنا من أجله.

 

القسم الثاني عشر - فصول الباب الثاني