القسم الثاني عشر – الباب الرابع
خاتمة الباب الرابع
سوريا والمنطقة العربية
لم تكن العلاقة بين سوريا ومحيطها العربي مسألة خارجية بالمعنى الدبلوماسي فقط، بل كانت دائمًا انعكاسًا مباشرًا لطبيعة النظام السياسي في الداخل. فحين فُقدت السيادة، اختل التوازن في العلاقة مع العرب. وحين حوصرت الإرادة الوطنية، تحوّل الانتماء العربي إلى شعار جوفاء أو أداة للشرعنة.
وفي هذا الباب، لم نعد إلى العروبة بوصفها هوية رومانسية، بل أعدنا تعريفها كإطار سيادي للتكامل، ومجال استراتيجي لحماية الداخل السوري من التبعية، وفرصة لاستعادة سوريا لدورها الطبيعي، لا بوصفها تابعًا لأي محور، بل فاعلًا مستقلًا في منظومة عربية يجب أن تُعاد هندستها لتنجو وتنهض معًا.
لقد استعرضنا سُبل استعادة الدور السوري في الجامعة العربية، وهندسة التكامل المؤسسي، وتقديم مبادرة إصلاح جذري للنظام العربي. لا بوصفنا نبحث عن مقعد، بل عن معنى. ولا نعود إلى جامعة العرب لنسترجع ما كان، بل لنساهم في إنتاج ما يجب أن يكون.
ومن عمق الانتماء العربي، ومن معركة السيادة، ننتقل الآن إلى ميدان أكثر تعقيدًا، وأكثر حساسية:
التحديات الدولية الكبرى التي تواجه سوريا الجديدة،
من العقوبات إلى الاحتلال،
ومن الصراع مع إسرائيل إلى الجرائم العابرة للحدود،
ومن الجبهات الظاهرة إلى معارك السيادة غير المنظورة.