القسم الثالث عشر – الباب الثالث
خاتمة الباب الثالث
السياسات المجتمعية والخدمية – الدولة التي تخدم لا التي تُخيف
لم يكن هذا الباب مجرد استعراض لسياسات اجتماعية، بل كان إعادة تعريف لوظيفة الدولة ذاتها: أن تكون حاضرة في الحياة اليومية للناس، لا كجابي ضرائب أو ضابط أمن، بل كضامن للكرامة، والشراكة، والرعاية، والعدالة.
في سوريا ما قبل النهضة، كان الإنسان مجرّد رقم في سجل أمني، لا قيمة له في السياسة الصحية، ولا حضور له في التعليم، ولا كرامة له في السكن، ولا صوت له في المجالس.
أما الفئات الهشّة، فكانت مادة دعائية أو عبئًا متروكًا للقدر، بينما الشاب كان إما مهاجرًا، أو مقموعًا، أو عاطلًا عن العمل.
جاء هذا الباب ليعيد المعنى إلى المواطن، بوصفه جوهر الدولة لا تابعها.
فمن الصحة كحق، والتعليم كتكوين للوعي، والسكن كمعمار للعدالة، والشباب كحاملي المستقبل، وصولًا إلى الفئات المهمّشة والمجالس المحلية، كانت كل سياسة تعبيرًا عن فلسفة واحدة:
أن لا دولة بلا خدمة، ولا خدمة بلا احترام، ولا احترام بلا مساواة.
وهكذا، يُغلق هذا الباب على قاعدة صلبة مفادها: أن الدولة العادلة ليست فقط من تحكم بقانون، بل من تخدم بعدل، وترى كل فرد، وتبني السيادة انطلاقًا من حياة الناس لا من فوقها.