القسم الثالث عشر – الباب الخامس
الباب الخامس السياسات الخارجية والتحالفات
تحقيق التموضع السيادي إقليميًا ودوليًا
مقدمة
لا قيمة لبناء داخلي بلا تموضع خارجي.
ولا معنى لسيادة تعجز عن أن تُعبّر عن نفسها في الإقليم والعالم، أو تكتفي بردّ الفعل، أو تنتظر المسايرة، أو تعيش على هامش خرائط الآخرين.
لقد عاشت سوريا لعقود طويلة في ظل تبعية سياسية وتحالفات مفروضة، تُستعمل كورقة في يد الغير، ويُقرَّر مصيرها في العواصم الأخرى، فيما كانت سياستها الخارجية إما مُستتبعة، أو عدائية بلا عقل، أو مرتبكة بلا تموقع.
وفي ظل الانهيار الذي أصاب الدولة، انفلتت الروابط الخارجية، وتنازعت سوريا مشاريع متعددة:
مشروع روسي عسكري،
وآخر إيراني مذهبي،
وثالث تركي توسّعي،
ورابع أمريكي احتوائي،
وخامس إسرائيلي خفيٌّ وظاهر في الجنوب،
مع غيابٍ تامّ لصوت سوري حر يقول: هذه بلادنا، وهذه مصالحنا.
في مشروع النهضة، تُعاد صياغة السياسة الخارجية كامتداد للسيادة الداخلية، وكأداة لحماية المصالح الوطنية، لا لتغليف الولاء لأطراف خارجية.
لا نُريد دولة معزولة، ولا أخرى تابعة، بل دولة تُحسن التموضع، وتُجيد التحالف، وتُراكم الشراكات، وتحمي القرار، وتتكلم بلغتها دون أن تصمّ آذان الآخرين.
هذا الباب يرسم سياسة خارجية جديدة لسوريا، لا من موقع الضعف، بل من موقع الكرامة، والعقل، والمصلحة، والسيادة.