web analytics
القسم الثالث عشر – الباب الخامس

خاتمة الباب الخامس

السياسات الخارجية والتحالفات – السيادة لا تُستعطى، بل تُنتزع وتُبنى

لقد كان هذا الباب اختبارًا جوهريًا لمفهوم السيادة، لأنه انتقل من بناء الدولة في الداخل إلى تثبيت حضورها في الخارج، ومن السيطرة على الأرض إلى امتلاك القرار، ومن ردود الفعل إلى رسم المسارات.

لقد خرجت سوريا لعقود من تاريخها إلى هامش الجغرافيا السياسية العربية والدولية، إما بالتهميش القسري، أو بالتبعية، أو بالعداء المفتعل، أو بالاختناق في محور مغلق.

وحين انهار النظام، لم يكن للبلاد صوت مستقل، بل تناثر تمثيلها بين قوى الأمر الواقع، والمعارضة المستتبعة، والنظام المتهاوي، حتى لم يبقَ للدولة موقع يُسمع منه ولا كيان تُعرّف به.

في مشروع النهضة، لا يُعاد تدوير التحالفات القديمة، بل يُبنى تموضعٌ جديد يقوم على سياسة خارجية متوازنة، عربية منفتحة، دفاعية غير عدائية، وشبكة تحالفات عقلانية تخدم مشروع الدولة لا مشروع السلطة.

لقد رسم هذا الباب معالم سوريا الجديدة بوصفها:

فاعلًا عربيًا لا منفيًّا،

شريكًا إقليميًا لا تابعًا،

ودولةً ذات سيادة تتكلم لغتها، وتحمي حدودها، وتدير أمنها، وتفاوض العالم وهي واقفة لا منحنية.

وهكذا، يكون ختام هذا الباب تأسيسًا لمعنى جديد للعلاقات الدولية، عنوانه: أن تكون سوريًا، يعني أن تكون حرًا حتى في تعاملك مع الآخر، قويًا في انفتاحك، سيدًا في شراكتك، وفيصلًا في قرارك.