القسم الخامس عشر – الباب الرابع
خاتمة الباب الرابع إعلان ميثاق النهضة السورية
من النص إلى الالتزام السيادي
لقد كان هذا الباب ذروة المشروع، لا من حيث اكتمال النص، بل من حيث انتقال الرؤية من مجال التنظير إلى ميدان الالتزام، ومن الفكرة إلى الوثيقة، ومن الأمل إلى العهد.
الميثاق، كما صيغ هنا، لا يُقدَّم بوصفه صيغة جامدة، ولا نصًا دعائيًا، بل عقدًا مفتوحًا على الحياة، مرنًا في الوسائل، صارمًا في المبادئ، واضحًا في الالتزامات، ومُلزِمًا لكل من يطلب السلطة باسم الشعب.
وفي عالم تنهار فيه الدول باسم الاستقرار، وتُبرَّر فيه الانتهاكات باسم السيادة، وتُصادَر فيه إرادة الشعوب باسم “الضرورة الوطنية”،
جاء هذا الميثاق ليقول:
لا شرعية لمن لا يُحاسَب،
ولا سيادة بلا عدالة،
ولا دولة تستحق البقاء إن لم تكن الإنسان مركزها، وكرامته غايتها، ومساءلته ضمانتها.
فما سُطِّر في فصول هذا الباب لم يكن إعلان نوايا، بل نقطة ارتكاز تُبنى عليها الدولة السورية الجديدة، بوصفها مشروعًا نهضويًا متجددًا، لا سلطويًا متكلّسًا، ولا انتقاليًا هشًا.
إنه بداية لوعدٍ مشروط:
أن نكون معًا، على قاعدة لا يُخرقها الخوف، ولا يُجمِّدها الولاء، ولا يُزيّفها الخطاب.