web analytics
القسم السادس عشر – الباب الأول

خاتمة الباب من الإعلان إلى التأسيس السيادي الشامل

بهذا الباب، لا نكون قد استكملنا مشهدًا رمزيًا لإعلان الدولة فحسب، بل دشّنّا انطلاقة تأسيسية متكاملة، ينتقل فيها السوريون من لحظة السقوط إلى لحظة البناء، ومن التيه بين المشاريع المفروضة إلى التملّك الواعي لمصيرهم السيادي.

لقد جاءت الفصول الخمسة لتُشكّل معًا الإطار التأسيسي المتكامل للدولة السورية الجديدة:

  • فمن لحظة الإعلان التي كسرت تاريخ الهيمنة والوراثة،
  • إلى الإطار الدستوري الذي ضبط قواعد الانتقال ومنع إعادة إنتاج الطغيان،
  • إلى البنية الإدارية التي تُخضع الأداء للمساءلة لا الولاء،
  • إلى العلاقات الداخلية والدولية التي تُعيد تموضع سوريا كفاعل لا كضحية،
  • وصولًا إلى الخطاب السيادي الأول الذي أعلن – أمام التاريخ والعالم – ولادة دولة منبثقة من الإنسان، لا مفروضة عليه.

لم يكن الهدف من هذا الباب أن نرسم لوحة أمل، بل أن نُقدّم خارطة سيادية عملية–أخلاقية، تؤسّس لزمن جديد تُبنى فيه الدولة لا كنسخة مكرّرة، ولا كأداة انتقام، بل كمشروع حضاري ينبثق من إرادة الشعب، ويُدار بمنطقه، ويُحاسب باسم كرامته.

ومن هنا، فإن إعلان الدولة ليس نهايةً لمرحلة، بل بدايةٌ لعصرٍ جديد،
لا يُقاس بقوة العسكر، بل بعدالة الحكم،
ولا يُختبر بشعارات الولاء، بل بصدق الخدمة،
ولا يُقاس بحدود السيطرة، بل بمدى القدرة على تمثيل الإنسان، وحمايته، وتمكينه.

بهذا الباب، يبدأ ما بعد الإعلان:
مرحلة تحويل الميثاق إلى مؤسسات، وتحويل السيادة إلى ممارسة، وتحويل الدولة من فكرة إلى مصير.