القسم السادس عشر – الباب الثاني
خاتمة الباب الثاني الإعلان الدستوري المؤقت
من التأسيس إلى الانتقال
لقد شكّل هذا الباب حجر الأساس القانوني المؤقت الذي تستند إليه الدولة السورية الجديدة في مرحلتها الانتقالية، بوصفه إعلانًا سياديًا فوق قانوني، يحمي المكتسبات الأخلاقية والسياسية لمشروع النهضة، ويحول دون الانزلاق إلى أي شكل من أشكال الاستبداد المموّه.
فمن خلال تحديد المبادئ الحاكمة، وهياكل السلطة، وضمانات الحقوق والحريات، وآليات الرقابة والتعديل، لم يُكتب هذا الإعلان ليحكم، بل ليؤسس.
ولم يُصَغ ليُعمّر، بل ليُمهّد.
إنه وثيقة عبور، لا وثيقة استقرار دائم.
بهذا، نكون قد أغلقنا بوابة الانتقال الأولى، وفتحنا بابًا جديدًا نحو التفعيل المؤسساتي الكامل، حيث تنتقل الدولة من النصوص إلى الأفعال، ومن الشرعية الورقية إلى السيادة الفعلية.
ومن هنا، نبدأ في الباب الثالث، صياغة الآليات العملية لإدارة الدولة في أولى مراحل البناء السيادي الحقيقي.