القسم الثالث – الباب الثاني
الباب الثاني التمكين الوطني والسياسي
مقدمة تأسيسية:
النهضة لا تتحقّق بالرؤية وحدها، بل بتجسيدها في واقع سياسيّ يسمح بتمثيل حقيقي، ومشاركة فاعلة، وبناء إرادة جماعية لا تُفرض من فوق، ولا تُصنع بالخوف أو الخداع.
وفي الحالة السورية، فإن التمكين السياسي ليس ترفًا ولا خيارًا مؤجلًا، بل شرط وجودي لإنقاذ ما تبقى من نسيج وطني تمزّق تحت ضربات الطغيان والحرب والطائفية والارتهان.
لقد حوّل النظام السوري السياسة إلى جريمة، والنقاش إلى مؤامرة، والاختلاف إلى خيانة.
ثم جاءت الحرب فزادت من تقطيع المجال السياسي، وتحوّلت الفصائل إلى سلطات أمر واقع، والمجتمع إلى جمهور مقيّد بين الخوف والاحتياج.
لهذا، فإن المشروع النهضوي يبدأ هذا الباب بإعادة تحرير السياسة، لا كأداة سلطة، بل كفعل تحرّر، وكحق جماعي لبناء المستقبل.
في هذا الباب، سنخوض في:
- استعادة السياسة من قبضة الاستبداد.
- تحرير المجال العام والوعي المدني.
- إعادة بناء العقد الاجتماعي كمرجعية سيادية.
- تحديد أسس التمثيل السياسي ما بعد الحرب.
- وترسيخ القيم السياسية العليا التي لا تُختزل في المصلحة أو اللحظة.
هذا هو قلب المشروع السياسي للنهضة، حيث يتحوّل الإنسان من تابع إلى فاعل، ومن ضحية إلى شريك في البناء.
الباب الثاني: التمكين الوطني والسياسي
القسم الثالث - من المشروع إلى الدولة