القسم الثالث – الباب الرابع
خاتمة الباب الرابع
المؤسسات التنموية والسيادية – من اقتصاد الغلبة إلى اقتصاد الإنسان
حين تتحوّل الدولة إلى مؤسسة لخدمة الإنسان، لا لأَسرِه، يصبح الاقتصاد أداة تحرير لا عبودية، وتتحوّل الإدارة إلى وظيفة أخلاقية لا وسيلة هيمنة.
في هذا الباب، لم نكتف بتحليل الخراب الاقتصادي، بل أعدنا تعريف الدولة من بوابة الاقتصاد، لا كجهاز جباية، بل كمنظومة رعاية وتنمية وعدالة.
تحدثنا عن تحرير الاقتصاد من قبضة السلطة والفساد، عن الإعمار بوصفه فعلًا سياديًّا لا صفقة دولية، عن التوزيع العادل للتنمية، والتخطيط بوصفه أداة سيادة، وانتهينا إلى أن كرامة المواطن تبدأ من عدالة رزقه وضمان حقه في الحياة الكريمة.
لكن النهضة ليست تنمية مادية فقط.
فما لم تتحرّر المعرفة من التجهيل، والثقافة من التزييف، والتعليم من الخنوع، فإن الإنسان سيظل مستعمَرًا في وعيه، حتى لو أُطعِم جسده.
من هنا ننتقل إلى المرحلة التالية من البناء:
كيف نؤسس للسيادة غير المادية؟ كيف نحرّر العقل والوعي والمعنى؟