القسم الثامن – الباب الرابع
الباب الرابع المؤسسات التنموية والسيادية
لا تُبنى الدولة الحقيقية على الأمن وحده، ولا على العدالة فحسب، بل تُبنى على قدرتها على تأمين الحياة الكريمة، وتوليد الموارد، واستعادة الإنتاج الوطني، والتحكم بمصيرها البيئي والمعرفي والسيادي.
وفي الحالة السورية، التي خرجت من الحرب بنظام اقتصادي منهار، وموارد منهوبة، وبيئة مدمّرة، ومؤسسات عاجزة، لا بدّ من التأسيس لبنية مؤسساتية جديدة، لا تُكرّر فشل ما سبق، ولا تتكئ على السوق وحده، ولا على الدولة وحدها، بل تمزج بين التخطيط الوطني الرشيد والمبادرات اللامركزية المدروسة.
هذا الباب لا يُعنى بوضع سياسات اقتصادية عامة، بل يُركّز على بناء مؤسسات استراتيجية دائمة تشكّل أعمدة الدولة السيادية في مجالات:
التنمية الوطنية،
الإعمار،
الطاقة والمياه والبيئة،
الثقافة والإعلام،
البحث العلمي والابتكار.
فمن دون هذه البنية، تبقى الدولة ضعيفة، تابعة، مرتهنة لغيرها، وعاجزة عن تمويل ذاتها أو إعادة بناء عقدها المجتمعي.
ولهذا، سيُؤسس هذا الباب لأجهزة سيادية تنموية لا تخضع للولاءات، ولا تُستنزف في البيروقراطية، بل تُدار بمنهج استراتيجي عالي الكفاءة، يخضع للمساءلة، ويقيس الأداء، ويعيد إطلاق الموارد الوطنية، ويُوظّف الكفاءات البشرية في خدمة النهضة لا في خدمة السلطة.
فصول الباب الرابع
القسم الثامن - من التنظير إلى التنفيذ