القسم الثامن – الباب الخامس
الباب الخامس النظام الدفاعي السيادي
مقدمة
ليست الجيوش مجرّد آلات حرب، بل هي انعكاس لبنية الدولة نفسها:
إن كانت الدولة طغيانية، كان الجيش أداة قمع داخلي؛
وإن كانت الدولة تابعة، أصبح الجيش مرتزقًا على أطراف الصراعات؛
أما إذا كانت الدولة سيادية–دستورية، فإن الجيش يكون درعًا للوطن، لا للنظام، وأداةً للحماية، لا للتسلّط.
وفي سوريا، جرى تحويل المؤسسة العسكرية إلى ذراع أيديولوجية وأمنية، أُفرغت من عقيدتها الوطنية، وتحوّلت إلى جهاز قمع داخلي، ثم إلى شبكة ولاءات مناطقية وطائفية، ثم إلى مليشيا بيد السلطة، وأخيرًا إلى هيكل ممزق تتقاسمه القوى الخارجية.
ولهذا، فإن إعادة بناء النظام الدفاعي السيادي لا يمكن أن يتم عبر ترميم المؤسسة القديمة، بل عبر تأسيس منظومة عسكرية–مدنية–استراتيجية جديدة بالكامل، تقوم على أربعة أسس:
جيش وطني دستوري مستقل عن السياسة والطوائف، خاضع للقيادة المدنية والرقابة البرلمانية؛
هيئة أركان مشتركة تُعيد تنظيم القوات المسلحة ضمن عقيدة دفاع وطني فقط؛
مؤسسة تخطيط عسكري–مدني تدمج بين الحماية، التنمية، والتعبئة الوطنية في وجه العدوان؛
دفاع مدني مجتمعي يُكمل وظيفة الجيش، ولا يُستعمل ضد الشعب.
هذا الباب لا يؤسس لقوةٍ مسلحة، بل لمفهوم الدفاع بوصفه وظيفة وطنية سيادية، تحمي الأرض، وتحترم المواطن، وتلتزم بالدستور، وتردع العدوان لا تسوّقه.
فصول الباب الخامس
القسم الثامن - من التنظير إلى التنفيذ