web analytics
القسم التاسع – الباب الرابع

الباب الرابع التنمية البشرية والخدمات السيادية

من الاستثناء إلى الحق، ومن التمييز إلى الرعاية العامة

مقدمة

ليست الدولة، في مشروع النهضة، جهاز إدارة بيروقراطي، ولا شركة استثمار، ولا مقاولًا متخصصًا في توزيع الموارد، بل هي بنية سيادية مهمتها الأولى صيانة كرامة الإنسان، وضمان حقه في الحياة، والتعليم، والصحة، والمشاركة، والانتماء.

وهذا لا يتحقق عبر وعود أو شعارات، بل عبر منظومة خدمات عامة تُبنى على أربعة أركان:

العدالة الاجتماعية: لا كرمى للضعفاء، بل كواجب على الدولة.

التعليم التحرّري: لا لتخريج الرعايا، بل لبناء الإنسان الحرّ الواعي المنتج.

الصحة الوقائية والعلاجية: لا كخدمة مدفوعة، بل كحق مصون.

تمكين الشباب: لا بوصفهم تهديدًا، بل قوة كامنة للنهضة.

لقد كانت الخدمات العامة في سوريا، لعقود، أداة للضبط لا للرعاية:
– تُمنح لمن يطيع،
– وتُحجب عمّن يُخالف،
– ويُدار التعليم لإنتاج الخضوع،
– وتُترك الصحة لمصير السوق أو الفساد،
– ويُقصى الشباب أو يُستثمرهم النظام كوقود في جبهاته وسجونه.

أما في مشروع النهضة، فنُعيد تعريف هذه المنظومة بوصفها جوهر المواطنة، وتجسيدًا يوميًا للعقد الاجتماعي الجديد.
فلا معنى للمواطنة دون مدارس تُنير العقل، ومستشفيات تحفظ الجسد، وفرص عمل تبني المستقبل.

هذا الباب، إذًا، لا يقدّم رؤية للخدمات فقط، بل يُعالج جذور الخلل في الرؤية إلى الإنسان نفسه:
– من تابع إلى شريك،
– من عبء إلى رافعة،
– من هامشيّ إلى مركز السيادة.

وهو يتوزع على أربعة فصول، تبدأ بالعدالة الاجتماعية وتصل إلى الشباب، مرورًا بالتعليم والصحة، وكل فصل فيها يُترجم فلسفة المشروع إلى سياسات واقعية، تُعيد تموضع الإنسان السوري في مركز الدولة.

 

القسم التاسع - فصول الباب الرابع: التنمية البشرية والخدمات السيادية