القسم التاسع – الباب الخامس
الباب الخامس الاستدامة والذاكرة والنهضة
من التهديد الصامت إلى الحصانة العميقة
مقدمة
بعد أن بُنيت الدولة الجديدة في مشروع النهضة على قواعد السيادة والعدالة والتمكين، لا بد أن نطرح الآن سؤالًا وجوديًا أكثر عمقًا:
هل يمكن لهذا المشروع أن يستمر؟
هل نملك أدوات الحماية؟
هل نملك آليات الذاكرة؟
هل نملك القدرة على تجديد أنفسنا، دون أن نفقد جوهرنا؟
لقد سقطت الدولة السورية القديمة لأنها بُنيت على نسيانٍ مصطنع، وتدمير بيئي ممنهج، وتخلّف رقمي متعمّد، وخوف من المستقبل.
– نُسفت الذاكرة الجماعية لصالح سردية الحاكم،
– نُهِبت الموارد، واغتُصبت البيئة،
– وتمّت مقاومة التكنولوجيا كأداة تحرر،
– وأُحيلت “النهضة” إلى شعار زائف يُرفع ويُداس في الوقت ذاته.
أما في مشروع النهضة، فنحن لا نكتفي بتغيير بنية السلطة، ولا بإطلاق السياسات العادلة،
بل نعمل على بناء دولة تحمي نفسها من الارتداد، ومن التفكك، ومن الاستلاب، ومن استنزاف المستقبل.
ولهذا، يُعالج هذا الباب ثلاثة مفاتيح كبرى:
البيئة: ليست خلفية صامتة، بل شريان السيادة، ومنطق الاستدامة، وأساس الأمن الغذائي والمعيشي.
التحول الرقمي والسيادة المعلوماتية: شرط الوجود في زمن المعرفة، ومجال الهيمنة الجديدة، وسلاح المستقبل.
الذاكرة الجماعية: ليس بوصفها تاريخًا ماضيًا، بل وعيًا حاضرًا، ودرعًا ضد التكرار، وجذرًا للهوية.
وأخيرًا، النهضة السورية، لا كشعار، بل كمفهوم مركّب يُتوج المشروع، ويمنحه أفقًا مفتوحًا، ومسارًا حيويًا، وقابلية دائمة للتجدد.
في هذا الباب، نرتقي من الهندسة إلى الفلسفة،
ومن السياسات إلى البقاء،
ومن التنفيذ إلى الحماية،
ومن الحلم إلى الميثاق الأخلاقي والفكري الذي لا تنهض دولة بدونه.
فصول الباب الخامس
القسم التاسع - السياسات الوطنية وتفعيل العقد الاجتماعي