القسم السادس عشر – الباب الأول
خاتمة الفصل الخامس من البيان إلى المصير
هذا ليس خطابًا افتتاحيًا، بل إعلانُ معنى.
ليس نصًا يُقرأ، بل عهدٌ يُحمَل.
ليس تعبيرًا عن سلطة ناشئة، بل عن وطنٍ يعود إلى شعبه، وعن شعبٍ يستعيد صوته، ويمسك زمام مصيره.
لقد سقطت الدولة التي كانت تعلو على الإنسان،
وهنا تُعلن الدولة التي تنهض به، وتُبنى منه، وتُحاسَب لأجله.
دولة لا تستجدي الاعتراف، بل تفرضه من خلال معناها،
ولا تبحث عن الشرعية في صفقات الخارج، بل تُقيمها في عقدٍ وطنيٍ كتبه الشهداء بدمهم، والشتات بصبره، والناجون من الظلم بإصرارهم على ألا يتكرّر.
هذا الخطاب ليس ختام لحظة، بل انطلاقة أمة،
أمة تُعيد صياغة سيادتها من داخلها، وتخاطب العالم من موقع الشريك لا التابع،
وتقول، بصوتٍ واحدٍ حرّ:
لقد عدنا.. لا لنُحكم، بل لنُقيم العدل. لا لننتصر، بل لنُصلح. لا لنحتكر، بل لنُشارك.
هنا تبدأ الجمهورية التي حلم بها السوريون، لا في بيانات المؤتمرات، بل في قلوبهم الجريحة، وعقولهم الواعية، وأيديهم التي ما زالت قادرة على البناء.
هنا تبدأ سوريا الجديدة.