القسم الرابع عشر – الباب الرابع
خاتمة الباب الرابع
منصات الحوار والسياسات التصحيحية
يُختتم هذا الباب وقد أعاد ترسيخ واحدة من أعمق ضرورات الدولة السيادية الجديدة: أن الحوار المنظَّم، والتقييم العلني، والمشاركة الشعبية في مراجعة السياسات ليست مكمّلات ديمقراطية، بل أعمدة بنيوية لأي شرعية سياسية حقيقية.
لقد تجاوزنا فيه ثقافة التلقّي والانقياد، وطرحنا منظومة كاملة تُمكّن الناس، بمختلف مواقعهم، من استعادة دورهم السيادي عبر أدوات دائمة ومنظّمة: المنصات الحوارية، المنتديات المدنية، الندوات التقييمية، والمؤتمرات الوطنية، وكلها مصممة لتكون وظائف دائمة في جسد الدولة لا لحظات طارئة في زمن الأزمات.
وفي الحالة السورية تحديدًا، حيث طال العزل، وتمادى التهميش، وتحوّلت مؤسسات الدولة إلى أبراج صمّاء، فإن ما طُرح في هذا الباب ليس ترفًا تنظيميًا، بل حاجة وجودية لإعادة تأسيس العلاقة بين الدولة والمجتمع على قاعدة التفاعل، لا على قاعدة الإذعان أو الاغتراب.
وبقدر ما ننجح في ترسيخ هذه البنية التشاركية–التصحيحية، نكون قد أنقذنا الدولة من الانغلاق، وأنقذنا المجتمع من الانفجار، وفتحنا الطريق أمام سوريا جديدة تُصغِي، وتُراجِع، وتبني مشروعها مع شعبها، لا على حسابه.