القسم الثاني عشر – الباب الخامس
خاتمة الباب الخامس
التحديات الدولية والمعالجات السيادية
لم تكن التحديات التي تناولها هذا الباب مجرد ملفات طارئة يمكن تجاوزها بمواقف ظرفية أو ترتيبات مؤقتة، بل هي تعبير مباشر عن المعركة الأعمق: معركة السيادة الفعلية في عالمٍ تتداخل فيه المصالح، وتتساقط فيه الدول الضعيفة في فجوات النظام الدولي.
لقد عالجنا في هذا الباب أكثر الجبهات حساسية وخطورة:
من العقوبات الاقتصادية التي تخنق الاقتصاد وتستخدم كسلاح سياسي،
إلى الوجود العسكري الأجنبي الذي مزّق الجغرافيا السورية،
إلى الصراع مع إسرائيل الذي تحوّل من مقاومة إلى ذريعة،
وصولًا إلى التهديدات العابرة للحدود،
ثم أخيرًا إلى الجبهة الرقمية التي باتت ساحة احتلال خفيّ لا تقل فتكًا عن الغزو التقليدي.
وكان القاسم المشترك في كل ذلك هو أن استعادة السيادة لا تتم بشعار، بل بمنهج،
منهج يبدأ بتفكيك واقع الخضوع، ويُعيد تنظيم أدوات القوة، ويؤسس لمنظومة وعي سياسي–قانوني تجعل من سوريا دولة تستطيع الدفاع عن قرارها،
لا دولة تُدار عبر الخارج، أو تُخترق من الداخل.
وهكذا، يغلق هذا الباب ملف التحديات الخارجية الكبرى،
ويُمهّد للانتقال إلى واحدة من أهم ركائز مشروع النهضة:
المجال العربي السيادي الجنوبي – أرض الجنوب السوري، وميثاقه، وعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل.