web analytics
القسم الحادي عشر – الباب الثاني

خاتمة الباب الثاني

محاور التمكين الوطني والسياسي

لقد عالج هذا الباب البنية العميقة لأي مشروع سيادي قابل للحياة: السياسة، والشرعية، والمجال العام، والعقد الاجتماعي، وقاعدة القرار، ومحور التحرر.

ولم يكن هدفه بناء مؤسسات صورية أو ترميم هياكل مهترئة، بل تفكيك منطق السلطة التابع وإعادة تأسيس الفعل السياسي من الجذر، بحيث لا تكون السيادة شعارًا ولا التمثيل واجهة، بل واقعًا فعليًا تنبع فيه السلطة من الناس، ويتحقق فيه القرار الوطني كترجمة لإرادتهم الحرة.

من تفكيك الانسداد السياسي، إلى استعادة المجال العام، إلى بناء شرعية تشاركية، ثم تحرير العقد الاجتماعي وتحصين القرار من التبعية، وصولًا إلى إعادة تعريف التحرر بوصفه فعلًا مزدوجًا لتحرير الأرض والإنسان – أعاد هذا الباب رسم ملامح السياسة بوصفها ساحة للكرامة والوعي، لا للمساومات والارتهانات.

إن ما تم وضعه هنا لا يمثل “أجندة سياسية” محدودة، بل أسس التمكين السيادي الداخلي الذي بدونه تبقى النهضة معطّلة، وتبقى الدولة بلا جذور، وتبقى السيادة مجرّد عنوان بلا مضمون.