web analytics
مقدمة القسم الخامس عشر 

القسم الخامس عشر الرؤية النهائية وخارطة المصير

من مشروع النهضة إلى نموذج الدولة الحضارية

مقدمة

لقد سار مشروع النهضة حتى الآن في رحلة متكاملة، ابتدأت بتشريح الخراب، ثم انتقلت إلى تفكيك الاستبداد، فإلى بناء الإنسان، ثم بناء المؤسسات والدستور، ورسم السياسات، وصياغة الهوية، وتحقيق السيادة، وتأسيس أدوات الرقابة والاستدامة. وعلى مدى خمسة عشر قسمًا، لم يكن المشروع وصفًا لأزمة، ولا مجرد بديل شكلي لسلطة منهارة، بل كان محاولة جذرية لإعادة تعريف الدولة السورية من جذورها.

واليوم، يقف هذا القسم الخامس عشر على عتبة المشروع الختامية – لا بوصفه نهاية، بل بوصفه تحولًا من “النهضة كمشروع” إلى “النهضة كنموذج”.

إنه القسم الذي لا يكتفي بطرح السياسات، بل يُعيد التفكير في غايتها، ويحول ما سبق من تصورات إلى رؤية قابلة للاستمرار، والنمو، والتكيّف، والتأثير.

فوظيفة هذا القسم ليست استعراض الإنجاز، ولا تثبيت وثيقة، بل بناء عقل استراتيجي طويل الأمد، يرى في الدولة كائنًا حيًا يتطور، ويتجدد، ويتجاوز ذاته، ويتفاعل مع شعبه والعالم على أساس المبادئ لا ردود الفعل، وعلى أساس المعنى لا الآلية فقط.

يتألف هذا القسم من أربعة أبواب كبرى، تتوزع على ثلاثة وعشرين فصلًا، وتتبعها ثلاثة ملاحق تنفيذية، وتشكل بمجملها خريطة الانتقال من التأسيس إلى التمكين، ومن المؤسسات إلى الثقافة، ومن الطموح إلى خارطة المصير.

  • ففي الباب الأول، يُعاد طرح النهضة كفكرة حضارية تتجاوز البعد السياسي والإداري نحو الإنسان والدلالة والمعنى.
  • وفي الباب الثاني، يُعاد تفكيك مفهوم الشرعية بعد الحرب، وإعادة تركيبها من موقع مجتمعي لا سلطوي.
  • وفي الباب الثالث، تُطرح منظومة متكاملة للأمن القومي غير القمعي، بل الحامي للسيادة والكرامة.
  • وفي الباب الرابع، تُرسم خطوط التطبيق الزمني، وخارطة التحول من التجربة إلى الدولة، ومن الوثيقة إلى النموذج.

أما الملاحق، فهي أدوات الترجمة:

  • جدول زمني دقيق،
  • ومصفوفة تنفيذية للمعالجات الكبرى،
  • وخارطة مبادرات وطنية تغادر النص إلى الواقع.

إنه القسم الذي يختتم الفكرة، ليبدأ الامتحان.
فما سبقه كان التأسيس، أما هنا، فهو الشرط الضروري للبقاء، للتأثير، وللارتقاء.

نُقدّم فيه:

الخاتمة الفلسفية والسياسية للمشروع: وهي محاولة لتحويل مسار النهضة من “برنامج إصلاحي” إلى نموذج معرفي متكامل للحكم، يضع الإنسان، والسيادة، والمعنى في قلب الدولة.

خارطة التدرّج الوطني: وهي الإطار الزمني–العملي للانتقال من اللحظة التأسيسية إلى مرحلة الاستدامة، مع مراعاة المرونة والواقعية، وضمان عدم التراجع أو التفكك.

التوصيات الاستراتيجية لصنّاع القرار والفاعلين المحليين والدوليين: لتأمين بيئة عمل متكاملة بين الداخل والخارج، وبين الفاعل السياسي والفاعل المدني، وبين المؤسسات والناس.

إعلان ميثاق النهضة السورية: بوصفه الوثيقة العليا التي تختصر القيم والمعايير والتعهدات السيادية التي تؤسس العقد الجديد بين الدولة والمجتمع.

هذا القسم لا يُنهي مشروع النهضة، بل يضعه على عتبة التحول التاريخي الكبير: من مشروع للخلاص إلى مشروع للحياة، ومن لحظة مقاومة الاستبداد إلى لحظة بناء حضارة سياسية عادلة، أصيلة، ممكنة، وإنسانية.

أبواب القسم الخامس عشر - الاستراتيجية النهضوية الشاملة