ماذا يقدم مشروع النهضة؟
يُقدّم مشروع النهضة وبناء الدولة السورية ما بعد الاستبداد رؤية تأسيسية متكاملة، تتجاوز الشعارات والمواقف الظرفية، لتضع بين أيدي السوريين خريطة طريق معرفية، سيادية، ومؤسساتية تهدف إلى إعادة بناء الدولة من الجذر، بعد أن تهاوت بنيويًا وأخلاقيًا وسياسيًا.
ما الذي يقدمه المشروع تحديدًا؟
- رؤية فلسفية–معرفية شاملة لإعادة تعريف الدولة
يتناول المشروع السؤال الجوهري: ما الدولة؟ من المواطن؟ ما السيادة؟ ما العدالة؟
يُعيد تأصيل المفاهيم السياسية من منظور وطني غير استعلائي ولا نخبوي.
يدمج البعد الأخلاقي بالسياسي، ويُركّز على أن الإنسان هو جوهر الشرعية.
- دراسة تحليلية بنيوية للانهيار السوري
يتكوّن من عشرات الفصول والأقسام التي تفكك الأزمة السورية في عمقها.
يعالج جذور الاستبداد والطائفية والتذرر المجتمعي، لا مظاهره فقط.
يستعرض بالتفصيل: أسباب الفشل، آليات النهب، انهيار القانون، تفكك الهوية، وأزمة الخطاب والمعنى.
- تصوّر متكامل لبنية الدولة الجديدة
يطرح هيكلًا مؤسساتيًا بديلًا للدولة، يشمل:
دستور تأسيسي جديد
مؤسسات تشريعية وتنفيذية غير تمثيلية فقط، بل تشاركية
إدارة لامركزية متوازنة تحفظ وحدة سوريا وتضمن عدالة التمثيل
أجهزة أمنية وقضائية تعاد صياغتها على أسس مدنية وحقوقية.
- مشروع سيادي للعدالة الانتقالية والتعايش الوطني
يقدّم أدوات واضحة للعدالة غير الانتقامية: الحقيقة، المحاسبة، التعويض، والإصلاح
يقترح مسارات للتعافي الوطني، وبناء الثقة، وإنهاء دوائر التهميش والعنف
- خطط تنفيذية واقعية على المدى القريب والبعيد
ملاحق استراتيجية شاملة – من الرؤية إلى التطبيق
لا تنتهي قوة مشروع النهضة عند تحليل الواقع أو وضع التصورات النظرية، بل تتجلى في تقديم أكثر من سبعين ملحقًا تطبيقيًا، تشكّل البنية التنفيذية والواقعية الكاملة للمشروع، وتغطي:
ملاحق تنفيذية: خطط تشغيلية تفصيلية في قطاعات الاقتصاد، العدالة، الإدارة، الأمن، التعليم، الصحة، الإعلام، البنية التحتية، والمجتمع المدني.
ملاحق سيادية: آليات استعادة القرار الوطني، إنهاء التبعية الخارجية، تنظيم العلاقات الخارجية، وبناء منظومة دبلوماسية جديدة.
ملاحق دستورية وقانونية: مشاريع دساتير، وثائق العهد الوطني، أسس النظام الانتقالي، ووثائق العدالة التأسيسية والانتقالية.
ملاحق وطنية: ميثاق الجنوب، خطط التمثيل العادل، ضمان حقوق المكونات، ورؤية وحدة التراب السوري ضمن تعددية عادلة.
ملاحق قطاعية موسعة: برامج إنعاش عاجل وخطط تحول استراتيجي مستندة إلى الواقع السوري وقابلة للتنفيذ بالتدريج.
ملاحق فكرية–مرجعية: تأصيل مفاهيمي، دراسات مقارنة، أمثلة دولية، أدوات تقييم الأداء، ومسوّدات قوانين تأسيسية جديدة.
هذه الملاحق ليست إضافات خارجية، بل هي جوهر المشروع التنفيذي والتحويلي، وتُمثّل انتقال المشروع من مرحلة التنظير إلى البناء العملي، على أساس السيادة الوطنية والإمكانات الواقعية في سوريا ما بعد الاستبداد.
- منصة تشاركية مفتوحة لاختبار وصياغة المشروع جماعيًا
يرفض المشروع أن يكون نصًا مغلقًا أو «دستورًا منزّلًا»
يقدّم نفسه كورشة وطنية مفتوحة: للفكر، للنقد، وللمساهمة.
يضع أدوات تقنية وقانونية لضمان تحوّل المشروع من وثيقة إلى عقد جامع.
- نداء سيادي أخلاقي لإنهاء الوصاية الداخلية والخارجية
يقدّم بديلاً جذريًا عن نظام الاستبداد وعن مشاريع الوصاية الدولية.
يطمح لأن يكون منصة وطنية مستقلة، جامعة، وذات مصداقية سيادية.
باختصار:
مشروع النهضة لا يقدّم فقط ما يجب فعله، بل كيف، ولماذا، ومع من
إنه ليس مجرد خطة… بل دعوة للفعل الجماعي السوري من أجل استرداد الوطن والكرامة والدولة